ثورة تكنولوجية كبيرة اندلعت مع برنامج الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي chatgpt، ولكن مع صوت يرتفع من فرط الإبهار يصيح آخر من مخاوف اجتماعية وأخلاقية، وسط تحذيرا من أن السيطرة على تلك البرامج سيكون مؤقت.
برامج الشات بوت وأهمها شات جي بي تي، مذهلة بشكل إنساني لا يصدق، هي تحاكي اللغة الطبيعية التي يستخدمها الإنسان، ويمكنها أيضًا محاكاة أساليب الكتابة الأخرى، لكن هناك مخاوف بشأن المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي (AI) ، بما في ذلك تهديده للوظائف ونشر المعلومات المضللة والتحيز.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعت شخصيات مهمة في قطاع التكنولوجيا، بما فيهم الملياردير إيلون ماسك، إلى تعليق هذه الأنواع من أنظمة الذكاء الاصطناعي وسط مخاوف من أن السباق لتطويرها كان خارج نطاق السيطرة.
دعوة أممية
دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، الحكومات إلى تنفيذ مبادئ توجيهية أخلاقية أقوى للذكاء الاصطناعي.
وقالت أودري أزولاي المديرة العامة للمنظمة الأممية في باريس، إن العالم يحتاج إلى وضع قواعد أخلاقية أقوى للذكاء الاصطناعي هذا هو التحدي الذي يواجه عصرنا.
ودفعت اليونسكو بأن التنظيم الذاتي لهذه المنظومة ليس كافيا لتجنب الأضرار الأخلاقية، التي يشكلها التطوير الإضافي لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
ودعت أزولاي إلى تنفيذ توصية بشأن الذكاء الاصطناعي اعتمدتها اليونسكو في عام .2021.
وقالت أزولاي إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة استجابت بدعوتها لنداء أكثر من ألف خبير طالبوا بوقف أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة. وقالت اليونسكو إنها تشعر بالقلق إزاء العديد من القضايا الأخلاقية التي تثيرها هذه الابتكارات، وخاصة التمييز والقوالب النمطية، وكذلك المعلومات المضللة، وحماية البيانات الشخصية، وحقوق الإنسان والبيئة.
حظر إيطالي
بعد حظر شات جي بي تي في الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا، جاءت إيطاليا كأول دولة أوروبية تقدم على تلك الخطوة.
وقالت هيئة الرقابة الإيطالية إنها لن تحظر روبوتات الدردشة الخاصة بشركة أوبن إيه أي المصنعة لشات جي بي تي فحسب ، بل ستحقق أيضًا فيما إذا كانت تمتثل للائحة العامة لحماية البيانات.
تحكم اللائحة العامة لحماية البيانات الإيطالية (GDPR) الطريقة التي يمكن بها استخدام البيانات الشخصية ومعالجتها وتخزينها.
وقالت هيئة الرقابة في 20 مارس إن التطبيق تعرض لخرق للبيانات يتضمن محادثات المستخدم ومعلومات الدفع الإلكتروني.
وأضافت إنه لا يوجد أي أساس قانوني لتبرير الجمع والتخزين الضخم للبيانات الشخصية.
وأكملت أيضًا إنه نظرًا لعدم وجود طريقة للتحقق من عمر المستخدمين، فإن التطبيق يعرض القاصرين لإجابات غير مناسبة على الإطلاق مقارنة بدرجة تطورهم ووعيهم.
مهلة للتعديل
وأعطت هيئة حماية البيانات الإيطالية شركة أوبن إيه آي مهلة 20 يوما لتقول كيف ستتعامل مع مخاوف هيئة الرقابة، تحت عقوبة غرامة قدرها 20 مليون يورو (21.7 مليون دولار) أو ما يصل إلى 4% من الإيرادات السنوية.
قال دان مورغان، من شركة سيكيورتي سكوركارد المتخصصة في الأمن السيبراني، إن الحظر يُظهر أهمية الامتثال التنظيمي للشركات العاملة في أوروبا، بحسب تقرير لـ بي بي سي.
وأضاف: يجب على الشركات إعطاء الأولوية لحماية البيانات الشخصية والامتثال للوائح حماية البيانات الصارمة التي وضعها الاتحاد الأوروبي - الامتثال للوائح ليس خيارًا إضافيًا.
غير منظم بما فيه الكفاية
ودعت مجموعة مناصرة المستهلك BEUC الاتحاد الأوروبي والسلطات، للتحقيق في شات جي بي تي وروبوتات الدردشة المماثلة، بعد تقديم شكوى في الولايات المتحدة.
وحذرت أورسولا باتشل، نائبة المدير العام لـ BEUC ، من أن المجتمعات غير محمية بما فيه الكفاية في الوقت الحالي من الضرر، الذي يمكن أن يسببه الذكاء الاصطناعي.
وقالت: هناك مخاوف جدية تتنامى حول كيفية قيام ChatGPT وروبوتات المحادثة المماثلة بخداع الناس والتلاعب بهم، مؤكدة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى مزيد من التدقيق العام ، ويجب على السلطات العامة إعادة تأكيد سيطرتها عليها.
تحذير أوروبي
وحذرت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) الاثنين الماضي، من خطر استخدام التطبيق في محاولات الخداع الإلكترونية ونشر المعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.
وكشفت الحكومة البريطانية النقاب عن مقترحات لوضع إطار تنظيمي قابل للتكيف حول الذكاء الاصطناعي.