قال رئيس شركة أرامكو، ياسر الرميان، إن السعودية أنجزت بعض الأهداف التي كانت تصبو إليها رؤية 2030، وذلك في عام 2020 قبل 10 سنوات كاملة من الموعد المقرر لها.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو، ياسر الرميان، مؤخرا في جلسة نقاش بعنوان حوار: حُلم أُعيد تصوره خلال أعمال قمة الأولوية العالمية التي تنظمها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في مدينة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال الجلسة، ناقش الرميان عددًا من المواضيع، من بينها أهمية مواصلة الاستثمار في النفط الخام والغاز كجزء من عملية التحوّل العالمي للطاقة.
وعن أوجه الشبه بين ما تقوم به السعودية من تطورات مذهلة وما تشهدهه مدينة ميامي الأمريكية من نهضة حالياً، خاصة على صعيد رؤية 2030، قال الرميان، الذي يشغل أيضاً منصب محافظ صندوق الاستثمارات العامة، إن ما فعلته ميامي مذهل بحق، حيث تطورت من مجرد مدينة تعاني من عدة مشكلات وبيانات سيئة إلى مناخ أعمال جذاب ينمو باستمرار ويتطور بسرعة.
أرقام ومعدلات نمو حقيقية
أضاف: هذا يشبه ما قامت به المملكة، حيث بدأت رؤية 2030 بالتركيز على دراسة كافة جوانب الاقتصاد السعودي، ثم دققت النظر في المؤشرات الرئيسية، لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة التخطيط وتنفيذ المشروعات التي نهدف إلى تحقيقها على أرض الواقع، وحولناها إلى أرقام ومعدلات نمو حقيقية، وهذه الخطط تتركز في الفترة بين 2027 إلى 2030 وما بعد ذلك.
إنجازات قياسية
وتابع: على سبيل المثال، وفيما يخص عمل المرأة السعودية، كانت نسبة النساء العاملات في المملكة من قبل 16%، وكان الهدف هو زيادة هذا الرقم إلى 30% في 2030، لكننا وصلنا إلى نسبة 37% بحلول 2020، وهو أمر نشعر بحماس كبير تجاهه، فتواجد المرأة في سوق العمل وتوفير المناخ الصحي لذلك، وكل العوامل المصاحبة التي يمكننا المساعدة في تحقيق ذلك الهدف وصل لها الاقتصاد السعودي بالفعل.
واستطرد: أعتقد أن صندوق النقد الدولي توقع أن المملكة ستنمو بنحو 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي في 2022، لكن معدل النمو لدينا وصل العام الماضي إلى 8.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة للبطالة انتقلنا من 20.5% إلى نحو 9% الآن، والأمر لا يتعلق فقط بتحسن الأرقام الظاهرية للبطالة، وإنما ما تحمله تلك الأرقام بين طياتها من بيانات تدل على قوة اقتصاد المملكة، وهذا أمر هام للغاية، فنحن لا ننشأ فرص العمل وحسب، وإنما نركز على جودة هذه الفرص.
قيادة حكيمة
وأشار الرميان إلى أن البيانات الاقتصادية عادة لا تتطرق إلى تفاصيل الوصول لرقم ما، وإنما تعرض الأرقام الظاهرية وحسب، لكن هذا ليس الطريقة التي نعتمدها في المملكة.
وأوضح: أعتقد أننا وصلنا إلى هذه المرحلة بفضل عدة أمور، أولها: القيادة الحكيمة التي تتمتع بها المملكة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي وضع أسس رؤية 2030 بطريقة مخططة بشكل جيد للغاية، ورغم أن أهدافها مملوءة بالتحديات إلا أنها قابلة للتحقق، ولدينا الكوادر المدربة، والإرادة السياسية اللازمة لتحقيقها، بالإضافة إلى الإجراءات العملية الصحيحة، والمسؤولين المناسبين عنها، وهذا هو السبب في أننا نسير نحو هذه الرؤية بشكل جيد للغاية حتى الآن، ونأمل في الوصول إلى كل مستهدفاتنا بحلول عام 2030.