اليوم - د. نورهان عباس

يُعد توجيه الاتهام إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من قبل هيئة محلفين في نيويورك سببًا إضافيًا لإثقال كاهل الكونجرس، الذي يبحث عن حلول وسط بشأن القضايا المالية، ومع قضية ترامب سيواجه صعوبة أكبر في القيام بذلك، كما انعكس ذلك بشدة على سوق الأسهم والاقتصاد الأمريكي الأوسع نطاقاً، حسبما ذكرت مجلة بارون الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت اليوم أبرز ما جاء فيه.

مشكلات لسوق الأسهم

قد يتسبب اتهام ترامب ومثوله للمحاكمة في مشكلات لسوق الأوراق المالية بسبب الاضطرابات السياسية المتوقعة. وأوضحت المجلة، إنه يجب وضع الأمور في أنصبتها الصحيحة، فرغم أم قضية ترامب وحدها بدون مؤثرات خارجية قد لا تبدو مشكلة كبيرة بالنسبة لسوق الأسهم، لكنها تأتي في ظل لحظة عصيبة اقتصادية على أمريكا والعالم، وهو ما يجعل للقضية أثر في الأسواق، علاوة بالطبع على حجم التأثير السياسي.

وذكرت المجلة، إنه لم يكن التوصل إلى حل وسط بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن سقف الديون أمرًا يسيرًا على الإطلاق، فهناك الكثير من الاختلافات بين الحزبين، بعضها حول كيفية إنفاق أموال الحكومة، والبعض الآخر بسبب العداء السياسي، لكن قرار اتهام ترامب الذي يمثل فعليًا وجه الحزب الجمهوري بالنسبة للكثيرين، يشير إلى أن إيجاد حل وسط سيكون أكثر صعوبة.

في حين تسببت أخبار توجيه الاتهام ضد دونالد ترامب في حدوث ارتباك في أمريكا، إلا أنه قد ارتفعت بعض الأسهم المرتبطة بالرئيس السابق بشكل حاد وسط غضب المحافظين.

وفي 30 مارس، وصل تحقيق مطول بشأن تعاملات ترامب التجارية إلى مرحلة جديدة عندما وجهت هيئة محلفين كبرى في نيويورك ما يقرب من 30 تهمة جنائية مرتبطة إلى حد كبير بـ 130 ألف دولار، فيما يسمى بقضية أموال الصمت المدفوعة للنجمة الإباحية ستورمي دانيلز.

وخلال ذلك، شهدت أسهم بعض الشركات المتعاملة مع ترامب زيادة فورية في القيمة بعد أن سارع بعض المحافظين لشرائها كإظهار للدعم.

صعود الشركات التي تتعامل مع ترامب

ارتفعت أسهم شركة البرمجيات فان وار، التي طورت موقع حملة ترامب، بأكثر من 10٪ في 31 مارس.

كما ارتفعت أسهم شركة ديجيتال وورلد أكوسيشن كورب، وهي شركة مشروع شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة بترامب، تروث سوشيال، بنسبة 7.4٪، وأغلق السهم عند 14.05 دولارًا، بزيادة 7.58٪. وفي 31 مارس، صعدت أسهم شركة رامبل بأكثر من 7٪.

يرتبط هذا أيضًا بتقرير الأرباح الصادر في 30 مارس والذي أعلنت فيه رامبل عن زيادة في الإيرادات بنسبة 579٪ لتصل إلى 20 مليون دولار.

وبسبب هذه الارتفاعات الأخيرة إلى أعلى مستوى لها، نتج عن هذا مكاسب بنحو 100 مليون دولار لترامب والمؤسسات المتصلة به.

وذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن الأسهم تحركت بشكل كبير من قبل عندما كان ترامب في دائرة الضوء. على سبيل المثال، ارتفعت أسهم DWAC بعد فوز الجمهوريين بمجلس النواب في نوفمبر 2022، على الرغم من انخفاض الأسهم بنسبة 55٪ منذ ذلك الوقت.

تأثيرات اقتصادية كبيرة

ومن المحتمل أن يكون لقرار الاتهام تأثير أوسع على سوق الأسهم، ففي حين أن هذه الزيادات تعكس الاضطراب الفوري والسخط المحافظ بشأن لائحة الاتهام، من المتوقع أن يكون للتداعيات الأوسع تأثيرًا أكبر بكثير على سوق الأسهم.

إلى جانب الفوضى العامة والقفزات المماثلة التي قد تحدث خلال اللحظات الحاسمة في المحاكمة التالية، يمكن للكونجرس المستقطب أيضًا أن يسبب مشاكل للأسواق خلال اقتصاد مثقل بالفعل بالتضخم وأسعار الفائدة المرتفعة.

حول ذلك، فقد كتب بن ليفيسون لمجلة بارون: قد لا تبدو لائحة اتهام ترامب مشكلة كبيرة بالنسبة لسوق الأسهم . ومع ذلك، تأتي في لحظة عصيبة.. فهناك اختلافات كثيرة جدًا بين الطرفين لكن قرار اتهام الرجل الذي يمثل فعليًا وجه الحزب الجمهوري بالنسبة للكثيرين، سيصعب مهمة الوصول لحلول وسط.

في نهاية الأمر، من المتوقع أن يسلم الرئيس السابق نفسه للمثول أمام المحكمة الثلاثاء المقبل، 4 أبريل، كما تعتقد مصادر قريبة من القضية، وأن ترامب سيدخل في دعوى بعد إقرار عدم تحمل الذنب في محكمة ولاية نيويورك العليا في مانهاتن. وتعد القضية تاريخية وغير مسبوقة، حيث أن ترامب هو أول رئيس أمريكي سابق يواجه تهماً جنائية بهذا العدد.