نبيل بن عبدالله الجامع

كيف صنع عملاق الطاقة العالمي «أرامكو السعودية» الأثر المجتمعي لتعزيز قيمة المواطنة وخدمة المجتمع؟

الحقيقة أن أرامكو السعودية حرصت منذ تأسيسها قبل نحو 90 عامًا على الإسهام في تنمية المجتمعات بشكل إيجابي، وأطلقت العديد من المبادرات والبرامج التي تجسّد هذا التوجه الإستراتيجي. وتعمل الشركة في هذا الإطار على تفعيل مواردها لتمكين موظفيها من المشاركة في دعم المبادرات الخيرية في المملكة، حيث أطلقت الشركة قبل حوالي عشرين عامًا، وبالتحديد في عام 2002، «برنامج تبرع موظفي أرامكو السعودية» لتعزيز مشاركة موظفي الشركة في العطاء المجتمعي من خلال تسهيل تقديم تبرعاتهم، مع التزام الشركة بدفع مبلغ مماثل لمضاعفة الأثر.

المعنى والمغزى إذن يتجاوز حدود جمع التبرعات، حيث يهدف برنامج تبرع الموظفين إلى خلق تأثير اجتماعي إيجابي، من خلال دعم جمعيات النفع العام المحلية، والإسهام في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي، فضلًا عن تحفيز الموظفين لهذا العمل الإنساني النبيل. وتشرف اللجنة التنفيذية للمواطنة على برنامج العطاء مدعمة بإستراتيجية المواطنة في أرامكو السعودية. وبهدف تعظيم الأثر الإيجابي لمبادراتنا، نتبنّى أسلوبًا ممنهجًا لتحديد المحتاجين ودعمهم وتحسين حياتهم، إضافةً إلى قياس أثر هذا الدعم بشكلٍ مستمرٍ.

وتحرص أرامكو السعودية على أن تكون نموذجًا ملهمًا في العطاء، حيث تعكس إسهاماتها تكامل دورها في تحقيق التكافل المجتمعي وتوحيد الجهود عبر شراكات مهمة مع عدد من الجمعيات لإيصال التبرعات إلى الأفراد والأسر المحتاجة؛ بهدف تحسين حياتهم، وذلك من خلال دعم ثلاثة مجالات رئيسة، هي: الاجتماعية، والطبية، والتعليمية.

وتسعى الشركة إلى تنظيم حملات تبرعات الموظفين بشكل سنوي خلال شهر رمضان المبارك. وفي عام 2022، تبرع أكثر من 18 ألف موظف وموظفة من أرامكو السعودية بنحو 6.3 مليون ريال، ودفعت الشركة مبلغًا مماثلًا ليتضاعف الأثر ويتجاوز مجموع التبرعات حوالي 12 مليون ريال طالت بأثرها الإيجابي أكثر من 40 ألف مستفيد في مختلف أنحاء المملكة.

ومواصلة لروح العطاء، وتماشيًا مع جهود المملكة، وإنفاذًا لتوجيهات القيادة الحكيمة، في تنظيم حملة شعبية لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا، أطلقت أرامكو السعودية حملة لجمع التبرعات تتوافق مع قيم الشركة وحرصها على المبادرة، وأن تكون سبَّاقة في تقديم الدعم والمساندة الإنسانية، ونتيجة لذلك قدّم أكثر من 23 ألف موظف وموظفة تبرعات بلغت أكثر من 11 مليون ريال، ما يمثل انعكاسًا لما تتركه مجتمعاتنا في أرامكو السعودية من أثرٍ لا يُمحى، حيث حققت هذه الحملة رقمين قياسيين، هما: أعلى مشاركة للموظفين، وأكبر مبلغ تم جمعه على الإطلاق من خلال حملات موظفي الشركة التي ماثلت ما تبرع به موظفوها، وسلَّمت المبلغ الذي تجاوز ثلاثة وعشرين مليون ريال لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لدعم جيراننا في سوريا وتركيا ليتمكنوا من النهوض مرة أخرى.

ولأننا نؤمن بأنه في قلب رؤية السعودية 2030 طموحٌ كبيرٌ بتحقيق تحوّل اقتصادي هائل في غضون الأعوام القليلة المقبلة، فإننا على يقين بأن هذا التحول تحت ظل قيادتنا الرشيدة يضمن تحسين جودة الحياة وتنمية قدرات الأفراد وتمكينهم. وهناك جهود متنوعة ودؤوبة لإنجاز هذه المستهدفات، لذلك فإننا في أرامكو السعودية نفخر بدورنا وإسهامنا ضمن هذه الجهود، التي تصب في خدمة الوطن وتحقيق الرؤية الطموحة بمشيئة الله.

وعبر تاريخها، تحرص أرامكو السعودية على إرساء قيم المواطنة والمسؤولية الاجتماعية، والإسهام في تنمية ورفاه المجتمعات المحيطة بأعمالها، من خلال تمكين الإنسان وتزويده بالعلم والمعرفة والثقافة عبر حزمة من البرامج والمشاريع لتحقيق ذلك، ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر، بناء المدارس والمعاهد التدريبية، والمشاركة في المحافظة على صحة الأفراد، وإعداد البرامج المجتمعية المختلفة التي تهدف إلى تطوير المهارات وبناء الكوادر المؤهلة.

الأمثلة عديدة، والمبادرات والحملات تتطور باستمرار، ونهر العطاء يواصل جريانه، لإيماننا بأن ما تقوم به أرامكو السعودية وموظفوها وموظفاتها، ما هو إلا جزء بسيط من واجبنا الوطني ومسؤوليتنا التي نتشرف بها تجاه وطننا الغالي.

* النائب التنفيذي للرئيس للموارد البشرية والخدمات المساندة في أرامكو السعودية