خالد القحطاني

khalid60606@gmail.com

مع إدراك قيمة هذا الشهر الفضيل وأهميته، وما توفره بيئته الإيمانية في حياة المسلم وحياة أمته، تزداد المبادرات النوعيّة والحملات الخيريّة والتطوعيّة؛ بهدف تقديم المساعدات للأسر المعوزة والمحتاجين؛ الأمر الذي يعمل على إشاعة الخير ودعم المجتمع ونشر التطوع، وتأكيد دور المتطوعين، في التنمية وتحقيق مُستهدفات رؤية المملكة 2030م.

في هذا الإطار جاءت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، لحفل جمعية ترميم الخيرية بالمحافظة مؤخرًا، كذلك تدشين مبادرة «حسانا تستاهل» التي تستهدف زيادة عدد المنازل المُستهدف ترميمها وتأثيثها بالاحتياجات الضرورية في الأحساء، خلال عام 2023م من 40 منزلاً إلى 100 منزل، وذلك بدعم أصيل من سمو المحافظ والشركاء والداعمين وقطاع الأعمال، فضلًا عن جهود القائمين على الجمعية وعطاء المتطوعين والمتطوعات.

وفيما يُعد ترميم أول جمعية متخصصة في ترميم منازل الأسر الأشد حاجة على مستوى المملكة ونطاق عملها المنطقة الشرقية، يحاكي قيام هذه الجمعية برسالتها وأهدافها النبيلة وشغف وجهود القائمين عليها، صميم أعمال المشاركة الاجتماعية وذروة قيم التكافل الاجتماعي وقمة ثقافة العمل التطوعي، واستثمار طاقات المتطوعين ومواهبهم للإسهام في تقديم العون والخبرة والمساعدة طلبًا للأجر والثواب العظيم وخدمة للناس، وتنمية لبيئاتنا ومجتمعاتنا المحليّة. ولا شك في أن المهمة التي تقوم بها الجمعية لترميم لتأهيل منازل الأسر المحتاجة، عمل خيري تنموي مُهم، تُقدمه للأسر المعوزة والمحتاجة والمتعففة، فالسكن أيًّا كان نوعه يفيء إليه الناس، ويشعرون فيه بالأمن والراحة، ويأمنون على حرماتهم، فتسكن نفوسهم وتطمئن، لذلك السكن يُعد من أكثر الأولويات أهمية، ولعل ما تقدمه القيادة الرشيدة - أيدها الله - من دعم واهتمام بتوفير السكن الملائم لكل مواطن، يدعونا للتكاتف والتعاون جميعًا من أجل تحقيق هذا الهدف السامي.

وفيما تقول الجمعية إنها أنجزت «ولله الحمد» ترميم 469 منزلاً على مستوى محافظات ومدن المنطقة الشرقية يسكنها أكثر من 3012 مستفيدًا، تبيّن أنها اعتمدت كبيت خبرة لوكالة الإسكان التنموي في مسار الترميم ولوكالة الضمان الاجتماعي، وأخذت على عاتقها استنساخ تجربتها لمناطق المملكة الأخرى، فتم تأسيس جمعية ترميم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجار تأسيس جمعية ترميم بمناطق أخرى.

إن السكن يُعد أساس الاستقرار والأمن للفرد والأسرة. وبما أنّ المسكن هو محور حياتنا الاجتماعية والعاطفية ولربّما الاقتصادية أحيانًا، فيجب أن يشكّل ملاذًا مريحًا لنا ومكانًا مقبولًا نعيش فيه بسلام وأمان وكرامة، لذلك ستظل مبادرات وأعمال ترميم وجهودها محل شكر وتقدير وامتنان.