شيخة العامودي تكتب:

ما بين العبد وربه خيط متين، لا يقطعه سوى الموت على الشرك، أما غير ذلك فالله أرحم بعباده إذا توجهوا له بتوبة نصوحة وأصلحوا ما بينهم وبينه عز وجل، وذاك كان وعده وبمشيئته الكريم المتعال.

مع الله لا ييأس المخلوق، فكم من مشرك وكم من كافر أسلموا بعد السبعين بل وأكبر من ذلك، ولم يثنهم تساؤل «ما عملته في السبعين سنة الفائتة هل ستجبره السنوات القليلة التي قد أعيشها؟» فقد علموا بمجرد دخولهم الإسلام أن الله غفور رحيم ولحظات التحسر والأسف على ما مضى ستتكفل بها المسارعة في الخيرات ثم سيسكنهم شعور عظيم يضم كل معاني الاطمئنان وسيتذوقون حلاوته مضاعفة لأنهم سيكونون كمن أكل شهدا لأول مرة بعد أن تذوق علقما لسنوات.

في حياتي تعاملت مع أصناف من البشر ولكني نفرت من فئة عجيبة لأني أجد أنها تسيء الأدب في التعامل مع خصائص الله المنزه في علاه، فتتدخل بين المخلوق والخالق في علاقتهم الخاصة فتخلد البعض في النار وتقذف البعض بأحكام بل تتجرأ أحيانا وتجرد الإنسان من دينه، هذه الفئة نحن مبتلون بهم وعلتهم أنهم يراقبون علاقة البشر مع الله عز وجل أكثر مما يراقبون علاقة البشر مع البشر أو البشر مع صفاتهم وأعمالهم، بل أكثر من مراقبتهم لأنفسهم وخصالهم والنقص والخلل المتعايش معهم.

يعجبني جدا وأحب أن أجاور الأشخاص الذين يراقبون أنفسهم ويعرفون حجم صلاحياتهم، يعون جيدا أن كل قصص الحياة دون استثناء وأولها «علاقة العبد بربه» لها وجهان ظاهر وباطن لا يعلم حقيقتها بعد الله سوى الشخص نفسه، في محيط تلك الزمرة ستأمن من إصدارهم للأحكام وستراهم بنوايا حسنة يسيقون الأعذار.

منطق

يعرف البذر من ثمره ولا يعرف مذاقها إلا إن وصلت للبها.

ALAmoudiSheika@