يبذل مسؤولون أمريكيون جهودًا حثيثة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية ومخابراتية شديدة السرية انتشرت على الإنترنت، وتضمنت تفاصيل منها ما يتعلق بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد).
وقال خبراء أمن غربيون ومسؤولون أمريكيون، إنهم يشتبهون في أن شخصًا من الولايات المتحدة قد يكون وراء التسريب.
ويقول المسؤولون إن اتساع نطاق الموضوعات التي احتوت عليها الوثائق، والتي تتناول الحرب في أوكرانيا والصين وإفريقيا، تشير إلى أنه جرى تسريبها من أحد المواطنين الأمريكيين وليس من أحد الحلفاء.
العديد من الوثائق كان بحوزة الولايات المتحدة فقط
قال مايكل مولروي المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): التركيز الآن على أن هذا تسريب من الولايات المتحدة، لأن العديد من هذه الوثائق كان بحوزة الولايات المتحدة فقط.
وقال مسؤولون أمريكيون إن التحقيق في مراحله الأولى ولا يستبعد القائمون على إدارته احتمال أن تكون عناصر مؤيدة لروسيا وراء التسريب الذي ينظر إليه على أنه من أخطر الخروقات الأمنية منذ تسريبات موقع ويكيليكس في عام 2013، التي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية دبلوماسية.
وقال مسؤولان أمريكيان إنهما لا يستبعدان احتمال التلاعب بالوثائق لتضليل المحققين بشأن مصدرها، أو لنشر معلومات كاذبة قد تضر بالمصالح الأمنية الأمريكية.
المعلومات ذات فائدة كبيرة للقوات الروسية
توضح إحدى الوثائق، وهي بتاريخ 23 فبراير وتحمل علامة سري، بالتفصيل كيف سيجري استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية إس-300 بحلول الثاني من مايو وفقًا لمعدل استخدامها الحالي.
وربما تكون مثل هذه المعلومات الخاضعة لحراسة مشددة ذات فائدة كبيرة للقوات الروسية، وقالت أوكرانيا إن رئيسها وكبار مسؤوليها الأمنيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة سبل منع تلك التسريبات.
وعرضت وثيقة أخرى تفاصيل متعلقة بمناقشات خاصة دارت بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الضغط الأمريكي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وسياسة سول القائمة على ألا تفعل ذلك.
وقال مسؤول في القصر الرئاسي بكوريا الجنوبية يوم الأحد إن سول على علم بالتقارير الإعلامية المتعلقة بالوثائق المسربة، وإنها تعتزم مناقشة الولايات المتحدة في القضايا التي أثارتها التسريبات.
ولم يتطرق البنتاجون إلى مضمون هذه الوثائق، ومن بينها على ما يبدو مراقبة الحلفاء.
الوثائق لم تقدم سوى لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا
قال مسؤولان أمريكيان اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، إنه بينما كان هناك قلق بشأن الوثائق المسربة في البنتاجون ووكالات المخابرات، فإن الوثائق لم تقدم سوى لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود إلى شهر مضى وليس تقييمات حديثة.
وأضاف المسؤولان أن وكالات المخابرات والجيش يبحثان في عملياتهما لمعرفة إلى أي مدى جرى مشاركة المعلومات المخابراتية داخليًا، وأحال البيت الأبيض هذه المسألة إلى البنتاجون، الذي أكد يوم الأحد أنها قيد الدراسة، وأنه أحالها رسميًا إلى وزارة العدل وطلب منها التحقيق فيها.
وقالت وزارة العدل الأمريكية يوم الجمعة إنها على اتصال بالبنتاجون، وإنها بدأت تحقيقًا في تسريب الوثائق، ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات، وقال مسؤول إن المسؤولين يبحثون في الدوافع التي قد تدفع مسؤولًا أمريكيًا أو عدة مسؤولين لتسريب مثل هذه المعلومات الحساسة.
وأضاف أن المحققين بحثوا 4 أو 5 احتمالات، منها أن يكون الشخص الذي نشر هذه الوثائق أحد الموظفين الساخطين على الوضع، أو أحد المسؤولين في الداخل ممن يسعون إلى الإضرار بمصالح الأمن القومي الأمريكي.