بدأت رحلة رخام التاسوس المستخدم في أرضيات المسجد الحرام والمسجد النبوي من موطنه الأصلي في جزيرة تاسوس باليونان، بعد أن أولت قيادة المملكة العربية السعودية جل الاهتمام باستيراده لمميزاته التي تجعله خيارًا مناسبًا لمساحات الحرمين الشريفين، والأعداد المليونية من الحجاج والزائرين والمعتمرين التي تستقبلها كل عام، إذ يتميز بشدة برودته رغم الحرارة الشديدة التي قد تصل في فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية.
قال وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة المهندس فارس الصاعدي، إن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تقوم بالإشراف على أعمال صيانة الرخام إذ يجري عمل جولات الصيانة الدورية للرخام بصحن المطاف والساحات الخارجية للمسجد الحرام، من خلال معالجة الرخام وترميمه وجليه وتلميعة أو استبدال الذي لم يعد صالحا للاستخدام.
وأضاف الصاعدي، أن أعمال الصيانة تجري على مدار الساعة من خلال أكثر من 40 موظفًا من مهندسين وفنيين.
يمتص الرطوبة عبر مسامات دقيقة
بيّن الصاعدي، أن نوع الرخام المستخدم يعمل على عكس الضوء والحرارة، وهذا النوع من الرخام نادر الوجود ويتم استيراده خصيصا للحرمين الشريفين، ويصل سمك الرخام المستخدم في الحرمين الشريفين إلى 5 سنتمترات، إذ يمتاز عن غيره بكونه يمتص الرطوبة عبر مسامات دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه خلال ساعات الليل، وهذا ما يجعله دائم البرودة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وأشار إلى أنه جرى استخدم أحدث التقنيات وأفضل المواد بالمواصفات العالمية في تنفيذها الأعمال.