ماجد السحيمي يكتب:

يمر الإنسان بمراحل متعددة في حياته، أهمّها وأولها المرحلة العمرية، فمنذ بداية تخلقه في بطن أمه حتى فراقه هذه الحياة يمر عبر مخاضات كثيرة، حين يعي ويدرك كل مرحلة تبدأ معها تأملات وتطلعات وتوقعات، خيالات وطموحات ترقب وتخوّف وتوجّس، تفاؤل وسعادة ونظرة مشرقة، بين كل أرجوحات الزمن هذه نتقلب ونتنقل، نلوم الحظ مرة والنصيب مرة وغيرهما مرة ومرة وألف مرة.

قناعتي الراسخة والعقيدة الصلبة في جوفي أن الله «سبحانه وتعالى» خلق هذه الحياة في غاية الجمال بكل ما فيها من مراحل ومبادئ وتجارب وحتى العقبات والمِحَن، نحن إما أن نُحسن هذه الأشياء أو أن نسيء لها، لكنها تبقى جميلة نقية، كما خلقها الله «سبحانه»، وأبدع بها «سبحانه».

الموضوع يحتاج فقط لإعادة نظر، مجرد نظرة من زاوية مختلفة مع قليل من المراجعة نكتشف أين الخلل في تجربتنا، زواج، عمل، تخصص وظيفة، أصدقاء، قرارات، أخطاء. لا عيب ولا ضرر في أن نخطئ، فالنجاح وُلد بلا قدَمين، بل وُلد من عثرات الفشل، فالفشل هو أبو النجاح، بل وأمه أيضًا.

أين نحن من مبدأ عظيم في الحياة اسمه التغافل، بالعامية التسليك؟ أين نحن من التروّي في 80 % من أمورنا التي لن تتغيّر حتى لو ركضنا ركض الوحوش؟ كثير من مشاكلنا نحن مصدرها، كم نقسو على أنفسنا بأنفسنا.

مَن يصل سن الأربعين يصنّف نفسه وكأنه شخص هرِم بؤسه أكثر من قوته، وليس كأنه بلغ مرحلة عظيمة من النضج والحكمة والاتزان والثقل في العقل والمنطق، والله «سبحانه» قال: (وإذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن اعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين)، أين نحن من مظهر الشيب؟ الشعر الأبيض الذي نصنفه بوابة الكبر والحزن والوهن والضعف الذي كان يقول العرب عنه (فلانٌ أقمر ليله)، وصفوا الشيب بالقمر وهو مثال للجمال والصفاء والبهجة، سبحان الله.. أتعجب منا أحيانًا حين يبعد الله عنا الأفكار السلبية والمنغصات، ونحن نجرها كالمغناطيس معنا، ونجعلها ترافقنا، ما أؤمن به من مسلّمات لا تقبل النقاش والشك، كل مرحلة، بل كل وقت، بل كل يوم وساعة ودقيقة وثانية وجزء منها، خلقها الله بكل عناية وجمال ونحن من نستمتع بذلك أو ننكد أنفسنا به، والحل بسيط جدًّا، إعادة تفكير بسيط، تغيير إعدادات الفكر للنظر لأي أمر، فدائمًا هناك زاوية أفضل نستطيع أن نُطِل منها إلى ما هو أجمل وأفضل.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل «بإذن الله»، أودّعكم قائلًا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi