صالح بن حنيتم

الحرص على وجود (الممشى) في كل حي سكني ظاهرة صحية، ساهم في وجودها الحرص على أنسنة المدن، وقابله ارتفاع وعي المجتمع بأهمية ممارسة رياضة المشي، وهذا الاهتمام لتحسين جودة الحياة في المملكة يأتي عبر تطوير البيئة التي من شأنها المساهمة في تفاعل المواطنين والمقيمين مع البرامج والفعاليات وغيرها.

وما نشاهده من انتشار للصالات الرياضية دليل على كثرة الإقبال عليها من الجنسين، ومن لا يستطيع الاشتراك في الصالات نجده قد اهتم بممارسة المشي مع تغيير في سلوكه الغذائي، ففي شهر رمضان خاصة بعد صلاة العصر إلى قبل الإفطار، نشاهد ازدياد أعداد ممارسي رياضة المشي، والجميل أن نجد جميع أطياف المجتمع، وبمختلف الأعمار يمارسون رياضة المشي، ومع أنسنة المدن نجد تأثيرها على من يعيش في تلك المدن، وإذا استمر أفراد المجتمع في تغيير نمط الحياة المعتاد إلى نمط حيوي يهتم فيه كل شخص بالرياضة، ونوعية الأكل وتغيير ثقافة السهر، مع مرور الوقت، ستتحسن صحة أفراد المجتمع، وستغيب معها السمنة والأمراض المصاحبة، لأن أفراد المجتمع قد أدركوا أهمية الفوائد العائدة من ارتفاع الثقافة الصحية الرياضية، والتي من شأنها الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، معرفة الأكلات الصحية وقبولها والتعود عليها، والبعد عن الأكلات غير الصحية، مهما كانت الإعلانات مشهية ومغرية!

نفرح بوجود ممشى هنا أو هناك، ولكن ما نتمناه أن تصبح أماكن المشي جزءا من مخططاتنا القادمة التي نتخيلها بلا شوارع تجارية، بحيث يكون بكل حي مجمع تجاري، يستطيع كل سكان الحي الوصول إليه من خلال أرصفة آمنة تم تجهيزها لتكون ممشى، وفي ذات الوقت طريق توصل سكان الحي وأفراد الأسرة إلى مركز الحي والأطفال/ الطلاب إلى مدرسة الحي وبالإمكان أن نستغني عن السيارة طوال الأسبوع، وبهذا نقتبس شيئًا من ثقافة الإنجليز الذين يقتصرون استخدام المركبات على إجازة الأسبوع فقط (weekend).

وهنا سنجد أن ثمار هذا الوعي الصحي قد عاد بالنفع على صحة الأسرة، وعلى الاقتصاد الوطني بصورة أشمل من خلال انخفاض ميزانية الصحة التي كانت تذهب في علاج أمراض ناتجة عن سلوكيات خاطئة..

وكل عام والوطن والقيادة والمواطن والمقيم بصحة وعافية.

Saleh_hunaitem@