أيام من التوتر الشديد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفرت اليوم السبت، عن اشتباكات عسكرية بمعدات ثقيلة بين الطرفين في العاصمة الخرطوم وعدة مدن أخرى بالسودان.
التوترات تعود إلى رغبة الجيش السوداني ضم وحدات التدخل السريع، منعًا لتعدد القوى العسكرية داخل البلاد، ما انتهى بتحرك الدعم السريع وإحكام سيطرته على المناطق الأكثر حساسية في البلاد.
الدعم السريع تسيطر على السودان
أعلنت قوات الدعم السريع اليوم السبت، سيطرتها التامة على القصر الرئاسي في السودان، إضافة إلى مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، بعد اندلاع اشتباكات معه بدأت صباحًا، وفق وكالة رويترز.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مطار الخرطوم الدولي، وقاعدة مروي الجوية شمال البلاد، إضافة إلى مطار الأبيض في الغرب.
بحسب ما تنقله وكالة رويترز، فقد سُمع دوي انفجارات ثقيلة في محيط مقرات الجيش في العاصمة السودانية ومدن أخرى، في ظل تحركات لمعدات عسكرية -مدافع وعربات مدرعة- خاصة بطرفي النزاع بمختلف أنحاء البلاد.
الجيش يرد الهجوم
وقال الجيش السوداني في بيان اليوم السبت، إن قواته الجوية تنفذ عمليات لمواجهة قوات الدعم السريع مع اندلاع الاشتباكات في أنحاء متفرقة من البلاد، بحسب ما تنقله وكالة رويترز.
بحسب ما تنقله وكالة، أسوشيتد برسن فإن الجيش السوداني يؤكد أن ما تبثه قوات الدعم السريع من بيانات حول سيطرتها على القصر الرئاسي والمطارات، محض أكاذيب، ووصفها بأنها قوة متمردة
وقالت القوات المسلحة السودانية، في بيان نشرته عبر صفحتها بموقع فيس بوك: ما يجري تداوله عن أن قوات الدعم السريع المتمردة سيطرت على مطار مروي محض إشاعة ونوع من الحرب النفسية.
وأكدت أن القوات المسلحة تفرض سيطرتها وهيمنتها على كل القواعد والمطارات، وما زالت تدافع وتؤدي واجبها الدستوري والوطني والقانوني.
من بدأ الهجوم؟
في وقت سابق من اليوم، قالت قوات الدعم السريع إن الجيش السوداني حاصر إحدى قواعدها وفتح النار بالأسلحة الثقيلة، ما دعاها إلى رد الهجوم عليه، وبدء عمليتها لإحكام السيطرة على مقراته في مختلف أنحاء البلاد.
بينما يُرجع الجيش اللوم على قوات الدعم السريع، ففي بيان الخميس الماضي، أعلن أن قوات الدعم بدأت تحرك معداتها العسكرية ورجالها في أنحاء البلاد بالقرب من مواقع عسكرية للجيش دون تنسيق معه.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله أن مقاتلين من قوات الدعم السريع بدأوا اليوم الهجوم على عدة معسكرات للجيش في الخرطوم وأماكن أخرى في أنحاء السودان.
الخلاف بين الفريقين
بدأ الخلاف يتضح بين الفريقين، مع الإطاحة بحكم البشير في 2019، ووصل التوتر إلى أقصاه بداية من الشهر الماضي، حين بدأت قوات الدعم السريع، في إعادة نشر وحدات لها بالخرطوم وأماكن أخرى وسط محادثات بشأن اندماجها في الجيش بموجب خطة انتقالية، من شأنها أن تؤدي إلى انتخابات جديدة، بحسب رويترز.
فيما حاول الجيش وضع جدول لضم وحدات الدعم السريع بغضون عامين، فإن قوات الدعم السريع أعلنت رغبتها في تمديد الجدول على 10 سنوات.
ومع عدم التوصل لاتفاق نشرت قوات الدعم السريع، الخميس الماضي، قوات لها قرب القاعدة العسكرية في مروي مع تصاعد التوترات، بحسب أسوشيتد برس، لببدأ النزاع المسلح اليوم مخلفًا عددًا غير معلوم من الضحايا.