مطلق العنزي يكتب:

عرض مسلسل «طاش العودة» مشاهد تحاكي هبة موضة «الفاشنيستا» والمشاهير وتسيدهم للمنصات، وقدم جانبًا من التفاهة المزرية والضحالة التي تتلبس بعضا من مشاهير «التيك توك» ومنصات التواصل الاجتماعي.

منصات شبكات التواصل الاجتماعي، هي شارع، مثل أي شارع في مدن العالم وأزقتها، تعرض بضائع من كل نوع، بضائع جيدة وبضائع رديئة، وأفكارا متنوعة ومفكرين من كل مشرب، وأشخاصا خيرين رائعين وتنويريين وآخرين مراهقين وجهلة «هوج رعاع»، يفتقرون إلى ثقافة النشر، بل، أحيانا، عارين من أي ثقافة أو حكمة أو رشد. وهم أشد جهلا بمهنية العروض وأخلاقيات النشر الصحفي. إذ إن نشر الأخبار والصور والرأي والعروض في المنصات العامة هو في الواقع ممارسة صحفية مصغرة، حتى وإن كان الممارسون غير مهنيين ولا يفقهون قواعد النشر والتزامات الحرية المسؤولة، وبعضهم يقدم أفكارا وعروضا تافهة وغريبة، كأنما يتخبطه الشيطان من المس.

وبطبيعة الحياة، الجيدون في الشارع أو في المنصات العامة قليلون فيما تطغى ظواهر نوعيات من الفاشنيتسا والدهماء والعامة ويتسيد المشهدَ التافهون والغوغاء مثيرين للانتباه والغرابة والاستهجان.

وتبرز ثورة التكنولوجيا ومنصاتها الجديدة المبهرة لوثة «التلباثيا»، وتتسيد الظواهر السلبية والتجاوزات والمخالفات القانونية وغير المألوف ويبرز من يسمون نجوما، لكنهم عابرون ومجرد نفخة في الريح.

ولا بد أن تأخذ الظواهر وقتها حتى تتمكن المجتمعات من الفرز والتعامل بوعي وحكمة مع الظواهر والموضات وتحكمها بالقوانين والالتزامات أو الإلغاء والحظر.

ولا تحسبن تلباثيا التفاهة تختص بمجتمعاتنا العربية وحدها، أو تخطط لغزوها، بل، منذ ولادات الظواهر الأولى، تعبر سهوبا وسماوات وأجواء وذرى مرتفعات ووديان لتمد تأثيرها وتفاهاتها الكثيفة، وحضورها إلى كل مجتمعات الأرض. حتى إن منصات الولايات المتحدة وأوروبا، دعك من حكاية المجتمع المتقدم والتنوير ودولة القانون، تترع بكل فحش وتروج الرذائل ويسرف الأوغاد والمخادعون في مهاجمة الأخيار، وتثور حروب المصالح والحزبيات النفعية بأسوأ ما يكون. وفي وقت تحاول الإضاءات الرائعة التحرر من الركام، تعمل مكائن التجهيل والسطحية بأعلى طاقاتها.

• وتر

الغيمة الحبلى تيمم المدينة..

بشرى الماء..

والديم

صباح المطر.. أعذب قهى..

ومواعيد البهاء..

malanzi3@