صالح بن حنيتم

Saleh_hunaitem@

من الأخبار الإيجابية حول الـسلامة المرورية انخفاض نسبة الوفيات والإصابات البالغة الناتجة عن الحوادث المرورية في الـسنوات الأخيرة ومن يشكّك فلـيعُد إلـى الأرقام للمقارنة، وماذا عن نسبة الحوادث الـبسيطة الـتي تحدث داخل المدن وعند إشارات المرور، خاصة في أوقات الـذروة قد تكون متأرجحة بين الانخفاض والازدياد. أغلـب تلـك الحوادث البسيطة ناتجة عن سلـوكيات خاطئة، منها الـوقوف المفاجئ مع عدم ترك مسافة آمنة بين المركبات والـتنقل بين المسارات دون تنبيه الآخرين، والانشغال بالجوال وعدم الـتركيز مع وجود ثقافة عند بعض السائقين عندما يعتقد أنه صاحب الأفضلـية، وقد يكون السائق الآخر فعلًا مخطئًا، فبدل أن يقف الـشاب لـتلافي الحادث، نجده يواصل في المسير حتى يقع الاصطدام بحجة (هـو الغلطان)، ومن هـنا تبدأ رحلـة من ضياع الـوقت لـم يُحسب حسابها، وقت انتظار (نجم) ومن ثم يأخذ وقتًا لنقل التقرير مع المركبة إلى موقع الـتقدير، وبعد ذلـك يتواصل مع التأمين للحصول على المبلغ الذي قد يستغرق الحصول عليه أكثر من يوم لإصلاح المركبة، بينما لو ترك السائق لثوانٍ معدودة من الأساس لـعدّت الأمور علـى خير، الـسؤال: هل تتوقف الـسلـوكيات الخاطئة قبل وقوع الحادث؟! لا طبعا، بل تتواصل بعد وقوع الحادث بإلقاء اللوم من قبل السائقين، كل طرف يتهم الـطرف الآخر بأنه المخطئ؛ مما يشكل بعض الـصعوبات عند المحققين في الحوادث، ومن هنا تبرز أهمية وجود الـكاميرا الـتي تثبّت على الطبلون ويُطلق عليها الاسم المختصر dashboard camera

(الـداش - كام) التي ستحل الكثير من الإشكالـيات وستقوم بدور شاهد عيان بالـصوت والـصورة في حالـة وقوع الحوادث المرورية؛ مما يسهل المهمة على المحققين، حينها سنلـحظ انخفاضًا في الحوادث المرورية مع تواجد (الـداش كام)، وستفرض الانضباط على الـسائقين بطريقة غير مباشرة، عندما يعلـم كل متهور بأن أغلب الـسيارات مزودة بهذه الـكاميرات سيعمّ خيرها علـى: المرور، نجم، وعلـى الـسائقين المتهورين، والـتي ستغيّر من سلوكهم، وعلى كل قائد وقائي، وعلى شركات التأمين.

وأخيرًا ستعم الـصورة الآمنة علـى الحركة المرورية. كل هـذا مع كاميرا بسيطة بحجم الـكف، فهل تصبح إلزامية ليعم خيرها؟! أتمنى ذلك.