فهد الخالدي

@Fahad_otaish

مع حلول السابع والعشرين من رمضان الماضي، مرَّت ست سنوات على بيعة الشعب السعودي لسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بولاية العهد، وهي ذكرى يحتفل بها الشعب الذي أحبّه، ويزداد حبه مع تتابع الإنجازات يومًا بعد يوم، كما يزداد تقدير العالم لسموه، وهو يرى المملكة تتطور في جميع المجالات، وتؤكد بذلك قدرة الشعوب العربية والإسلامية على أن تعود إلى مكانتها الطبيعية بين الأمم.

لقد أطلق سموه، مع بداية البيعة، رؤية المملكة 2030، والتي حملت طموحات تتجسَّد كل يوم على أرض الواقع حتى إن كثيرًا من مستهدفات الرؤية يتم تحقيقها في وقت أقصر مما كان متوقعًا، ومما يؤكد الرؤية الثاقبة لسموه هذا الشمول لكافة الجوانب الحضارية والعمرانية، الذي تسعى الرؤية إلى تحقيقه، والتوازن في الدعمَين المادي والمعنوي لكافة القطاعات، بدءًا من القطاعات التي تحقق جودة الحياة للمواطن والمقيم، وفي مقدّمتها الأمن والصحة والتعليم والبنية التحتية، ومشاريع الإسكان والخدمات العامة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات، وتنفيذ المشاريع، وفي مجال التعليم يؤكد سموه ثقته بمقدرات أبناء الوطن، وحرصه على إعداد الشباب لشغل المواقع القيادية، ومن أجل ذلك يتم تكثيف برامج الابتعاث الخارجي، وتطوير أداء الجامعات ومراكز البحث العلمي، وما رافق ذلك من نمو ملحوظ في براءات الاختراع التي يسجلها أبناء الوطن محليًّا وخارجيًّا، وفي المجال الصحي تتخذ خطوات غير مسبوقة لتطوير خدمات عالية المستوى كانت بالأمس القريب مقتصرة على الدول الأخرى، وكذلك في التحوُّل التدريجي إلى الخصخصة، وما يرافق ذلك من تحسين للخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، بل والطموح إلى أن تكون المملكة مقصدًا للسياحة العلاجية. وكما هو الحال في الصحة والتعليم، فإن توظيف الذكاء الاصطناعي والمنصات الرسمية في تقديم كافة الخدمات يشهد تطورًا ملموسًا وخطوات تجاوزت كثيرًا من الدول في المنطقة والعالم، وما توظيف هذه المنصات في دعم القطاع غير الربحي والمبادرات الإنسانية والتنموية داخل المملكة وخارجها إلا جزء مما يمكن أن يُقال في هذا المجال، إضافة إلى الجودة والسرعة في تقديم الخدمات الإلكترونية للمواطنين والمقيمين والزوار حتى أصبح تبسيط هذه الإجراءات وسهولتها مضرب المَثل بين دول العالم.. وعلى الصعيد الدولي تشكّل مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها ولي العهد ضمن مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لمكافحة التغيّر المناخي وتقليل الانبعاث الكربوني، وحماية كوكب الأرض من هذه الأخطار، واحدة من المبادرات الإنسانية التي تؤكد عظمة هذا الوطن وتصميمه على البناء فوق ما تمّ بناؤه منذ تأسيسه، والقيام بدوره في المنطقة والعالم، وبالتأكيد فإن ما رافق كل ذلك من تعزيز دور المملكة في السياسة الدولية والمنظمات الأممية، وتحمّل مسؤولياتها للمّ الشمل العربي وتوثيق العلاقات الأخوية هو نتيجة للثقة التي تزداد يومًا بعد يوم بالقيادة السعودية التي يمثّلها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والله نسأل أن يُديم على وطننا الأمن والإنجاز والعطاء.