اليوم - محمد حمدي

على مدار السنوات الماضية كان البحث عن علاج للسرطان يمثل حلمًا للقضاء على هذا المرض الخبيث، لكن رغم المحاولات التي لا تتوقف من العلماء، لا تزال خطورته مستمرة.

وفي خطوة بمثابة شعاع للأمل، يجرى العمل على استخدام فيروس قرحة البرد المعدل لقتل الخلايا السرطانية باعتباره أعجوبة من الهندسة الوراثية، وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلي إكسبريس البريطاني.

حصان طروادة هكذا يُطلق على العلاج الفيروسي الجديد المُحلل للأورام الذي اُختبر بالفعل في 3 مستشفيات ببريطانيا، ويعتمد على حقن عقار RP2، وهو نسخة معدلة من فيروس الهربس البسيط HSV، مباشرة في أورام المرضى لقتل السرطان.

الجهاز المناعي

يهاجم الفيروس المعدل السرطان بضربة واحدة أو اثنتين، أولاً يغزو الخلايا السرطانية ويجعلها تنفجر، ثم يحفز الخلايا التائية السامة للخلايا في الجهاز المناعي لقتل الخلايا المصابة بالفيروس.

وأظهرت تجربة RP2 الأولية نتائج مذهلة، فوجد الأطباء أن 3 من كل 9 مرضى مصابين بمرض خطير أن أورامهم المميتة تتقلص.

في الوقت الحالي تلقى 16 شخصًا فقط هذا العلاج في جميع أنحاء العالم يعانون من سرطانات متقدمة في المرحلة الأولى من RP2، لكن دراسة جديدة تهدف إلى اختباره على 30 مريضًا، 24 منهم يعانون من أورام خطيرة.

الموجات فوق الصوتية

قال البروفيسور هانز أولريش لاش، اختصاصي الأشعة التداخلية في كريستي وهو أحد مراكز السرطان المعروفة في أوروبا، والذي أجرى حقن المرضى التجريبيين: لقد حقنا الفيروس مباشرة داخل الأورام في الكبد باستخدام الموجات فوق الصوتية لإرشادنا.

وأوضح البروفسيور لاش أنه ستكون هناك حاجة لدراسات أكبر وأطول، لكن الحقن يمكن أن يوفر شريان حياة لمزيد من الأشخاص المصابين بالسرطانات المتقدمة.

وأكدت د. سارة فالبيوني، استشارية الأورام في مؤسسة كريستي لصحيفة ديلي إكسبريس: نحن قادرون على تقديم هذا العلاج التجريبي الجديد للمرضى المصابين بسرطان المريء أو المعدة الذي انتشر إلى الكبد.

نظرية حصان طروادة

مع هذا العلاج الجديد المتوفر حاليًا فقط في التجارب السريرية، يتم تعديل فيروس الهربس وراثيًا للدخول إلى الورم ومحاربة السرطان مثل نظرية حصان طروادة.

ويعمل هذا الفيروس الجديد بطريقتين، فبينما يضر بالخلايا السرطانية فإنه يجعلها أيضًا أكثر جاذبية لدفاعاتنا المناعية، بحيث يمكن استهدافها من قبل جهاز المناعة وقتلها.

ويمكن أن يوفر هذا العلاج شريان حياة للمرضى الذين لم يستجيبوا للأدوية التقليدية، على أمل ليس فقط رؤية استجابة ولكن ربما تحقيق شفاء للأشخاص المصابين بسرطانات غير قابلة للشفاء.