ـ وانتهى رمضان، شهر الخير والطمأنينة والسكينة، شهر البركة والخشوع والأجواء الروحانية العميقة، انتهى الشهر الذي نتوق له كل عام، انتهى الشهر الذي يُعيدنا لأنفسنا ولحقيقة أننا نخشى الله ونعظّم شعائره.
ـ وجاء العيد، فرحة التمام والكمال، بفضل الله، ومن فضله أيضًا أن أمدّ في أعمارنا لنبلغ كل هذه المناسبات الدينية العظيمة، العيد الذي يجب أن تكون سطوته على نفوسنا كرمضان تمامًا، فالفرح به للكبير قبل الصغير أمر قد يكون مشهودًا إلا أنه، رغم ذلك، هناك مَن يستهتر بهذه المناسبة العظيمة لاختتام أعمال خالصة لله في شهر كامل فضيل.
ـ وبعيدًا عن استهتار البعض بالعيد وترديدهم بأنه مجرد أيام عادية كبقية أيام السنة، فإن نعمة بلوغ هذه الأيام الفضيلة هي بلوغ لخير عظيم، وحق الفرح بها حق أصيل لكل صاحب قلب حيّ، الفرح الذي يجب أن يكون صادقًا وخالصًا كلما امتد بنا هذا العمر، ذلك أن فرصة تعظيم شعائر الله ما زالت متاحة لنا بالتوازي مع امتداد أعمارنا.
ـ كما أن الفرح لا يعني الممارسات الخارجة عن الدين والعُرف، ولا امتهان عظمة هذه المناسبات، خاصة الأعياد لاسيما أنها أعياد المسلمين، بل يجب أن يكون الفرح فيها كما ينبغي لتعظيمها واعتبارها أيقونات دينية مليئة بالروحانيات والطمأنينة، إن العيد شعيرة من شعائر الله، والفرح به وببلوغه على الوجه الذي يرضي الله من تمام قبول العمل الصالح في مواسم الخير التي تسبقه، سواء كان رمضان أم الحج، ومدعاة للتنافس على حصد رضاه «جل وعلا»، وشكره وحمده بما يليق به وبشعائره.
ـ وكل عام وأنتم ومَن تحبون مليئون بالفرح اللائق بهذه المناسبات.. وبعظمة ديننا الكريم.
@maiashaq