وليد الأحمد يكتب:

في نوفمبر الماضي، تظاهر حساب محتال على تويتر يحمل علامة التوثيق الزرقاء بأنه شركة الأدوية الأمريكية Eli Lilly وغرّد بأنه سيوفر «أنسولين» مجانيًا لعملائه؛ مما أدى إلى تراجع أسهم Eli Lilly. بالمنطق ليس من المعقول أن يعتمد السياسيون والمؤسسات الحكومية والخاصة حول العالم بشكل رئيس في تواصلهم مع جمهورهم على منصة رقمية تابعة لشركة أجنبية أهدافها ربحية في أفضل الاحتمالات، هذه الحقيقة «اللا معقولة» هي سبب الارتباك الذي تعيشه الحسابات الرسمية اليوم على منصة تويتر منذ انتقلت ملكيتها إلى التاجر الأمريكي إلون ماسك الذي أتاح منح علامة التوثيق الزرقاء بثمن رخيص قدره 8 دولارات شهريًّا للأفراد؛ ليلغي معناها وقيمتها في أن صاحب الحساب شخصية معروفة أو جهة لها صفة اعتبارية بعد التحقق من الإثباتات الرسمية. ولتزيد معها فرصة انتحال حسابات رسمية لمسؤولين وجهات. يوم الخميس الماضي، أزالت شركة تويتر علامة التوثيق الزقاء من حسابات آلاف المشاهير والسياسيين والصحافيين، كما أزالت علامات التوثيق الذهبية للشركات، والرمادية للجهات الحكومية، حول العالم مشترطة أن يتم الدفع قبل أن تُعاد العلامة. قبل أن تعيد في اليوم التالي لعدة حسابات من مختلف الفئات، وليس الكل. وهو ما دفع الكثير من المشاهير للاحتجاج بدعوى أن التغيير سيؤدي إلى زيادة انتحال الهوية؛ لأن هوياتهم ستبقى عُرضة للتقليد بسهولة، وبغض النظر عما ستؤول إليه خطط تويتر الجديدة بفرض رسوم على المؤسسات بقيمة 1000 دولار (3750 ريالًا) شهريًا للتحقق الذي يأتي بعلامة توثيق ذهبية، يُضاف لها نحو 200 ريال شهريًّا لكل حساب فرعي، مع عدد من الاستثناءات لأفضل 500 معلن على Twitter و10000 مؤسسة الأكثر متابعة، وفق صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنه من غير الصحيح أن تبقى الحسابات الرسمية للجهات الحكومية رهينة لقرارات وحسابات شركة مشبوهة، حذرت عبر هذه الزاوية غير مرة من خطورة اعتماد الجهات الرسمية على منصات أجنبية وغير مملوكة للجهة الرسمية نفسها في مخاطبة جمهورها، باعتبارها وسيلة اتصال غير موثوقة، فهي معرّضة للإقفال والتعليق تحت أي ظرف، وأجدها اليوم فرصة لتجديد الدعوة ونقل فكرة مبادرة للخبير في الإعلام الرقمي حسين باهادي، الذي ناقشت معه المشهد، فاقترح أن تكون هناك مبادرة سعودية لإنشاء منصة عالمية خاصة بالجهات الحكومية ومسؤوليها.. منصة مرتبطة بمعايير الأمم المتحدة للمشاركة المجتمعية e- participation، بهدف تفعيل دور التواصل والحوار بين المؤسسة والمستفيدين، مع بقاء هذه المنصة ملكًا للجهة الرسمية وبعيدًا عن سياسات إدارة فردية، تتضرر منها الدول، كما حصل في فنزويلا مؤخرًا عندما أغلقت تويتر حسابات أكثر من 180 جهة رسمية وإعلامية بدون إبداء أي تعليق عن سبب الإغلاق.

@woahmed1