فيصل الظفيري يكتب:@dhfeeri

ما زالت التربية وطريقة تكوين صفاتنا الشخصية محط اهتمام كثير من علماء علم النفس والتربية، والنظريات في طريقة تكوين صفاتنا الشخصية متعددة، فهناك مَن يؤمن بنظرية العامل الواحد في تأثيره على هذه الصفات، وهناك مَن يرى أنها مجموعة عوامل تساعد في تشكيل شخصية الإنسان، والمؤكد أن صفاتنا الشخصية وما نتعلّمه من والدينا والأقران أثره أساسي في حياتنا، وينعكس كثيرًا على سلوكياتنا بشكلٍ مباشرٍ في حياتنا اليومية، وتؤثر حتى على نظرتنا للأشياء، وردّة فِعلنا على المواقف التي نمر بها أثناء رحلة الحياة، وفي مجتمع الأعمال تترك هذه الصفات الشخصية أثرها على حياتنا العملية، بل إنها تكاد تسيّر حياتنا الوظيفية، وتنظم علاقاتنا في بيئة العمل، وفهم الشخصيات ودراسة النفسيات لفريق العمل تساعد في تحديد المهام المناسبة لأفراد فريق العمل، واختيار الكفاءات المناسبة لأداء الأعمال، وتركيز القيادات على الوظائف التي تتطلب مهارات تواصلية مثل وظائف العلاقات العامة والاتصال المؤسسي، ووظائف الاستقبال، ووظائف علاقات المشتركين أو حتى الوظائف التي تتطلب مهارات التنسيق مع منظمات أخرى أمر برأيي مهم جدًّا، ويساعد المنظمات في تحقيق أهدافها، واختيار الشخصيات لهذه النوعية من الوظائف يتم بناءً على ما يتوسّم بهم من خبرات ومهارات في التواصل، وقدرة على الإقناع ومهارات في الاستماع والتحدث، حتى يساعدوا منظومتهم في بناء علاقات إيجابية مع شركائها، ويمدُّوا جسور التعاون بين منظماتهم والجهات التي ينسّق معها..

لكن الملاحظ أن هناك مَن يغفل أهمية الصفات الشخصية لشاغري هذه الوظائف التنسيقية التي تحتاج إلى مهارات تواصلية ومرونة عالية ورحابة صدر، ومعرفة تامة بإجراءات العمل في المنظمة، فاختيار شاغلي هذه الوظائف لا يجب أن يكون كغيرها من الوظائف، فبعض الشخصيات لاؤه حاضرة قبل ٓنعَمه، وبعضها تميل إلى شخصنة القضايا، ووضع العُقَد في المنشار، وبعضهم يحب أن يعمل كحارس الأباريق في القصة المشهورة، الذي يجب أن تمر الأمور من خلاله؛ لذا أعتقد أن على الجهات أن تنتبه لهذه الوظائف التنسيقية المهمة التي تؤثر على أعمالها إيجابًا أو سلبًا، وتؤثر على سمعتها بأن تتابع أعمالهم، وتضع لهم مؤشرات إنجاز تقيس فاعليتهم، حتى لا تتفاجأ هذه المنظمات بتعطل مشاريعها وتأخر أعمالها، ولعل من المهم إضافة إلى وضع مؤشرات تقيس نجاح عمليات التنسيق بأن يكون هناك تواصل متبادل بين قيادات المنظمات، ولو بشكل سنوي يسهل الأمور، ويبني قواعد للعمل تسير عليها الفرق بكل سلاسة، ولعل ترك النوعيات السلبية تدير الأعمال التنسيقية يترك أثرًا سلبيًّا على الأعمال، فكم من شخص ابتعد عن موقعه الوظيفي، فبدأت بعدها تتحسّن الأمور وتزدهر العلاقات، ويتحقق كثير من المشاريع التي لم تكن لتتحقق بوجوده، لذلك اختيار الشخصيات القيادية لا يجب أن يعتمد على الشهادة الدراسية أو سنوات العمل، بل برأيي أن الصفات النفسية والذكاء الاجتماعي عامل مهم يُضاف لغيرها من العوامل التي يتم الاختيار عليها.