مَن يملك قلبًا نقيًّا، وعقلًا سليمًا، وخوفًا من ربه، وحبًّا لوطنه لابد أن يحارب المخدرات، فالمخدرات دمار على المجتمعات في حاضرها ومستقبلها، وفي أعز ما تملك، عقول أبنائها، هل رأيت ناجحًا مدمنًا للمخدرات؟!
ولذلك فالانضمام للجهود التي تُبذل في حرب المخدرات هو واجب شرعي، والحق «جل جلاله» يقول: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). والمشاركة في حرب المخدرات هي من العمل الصالح، والتواصي بالحق، وواجب إنساني من أجل حماية البشرية، فالمجتمع الذي يُصاب بهذه الآفة سينتشر شرُّها منه إلى غيره، وواجب وطني، فمحب المملكة العربية السعودية -مواطنًا كان أو مقيمًا- يعلم أن هذا البلد مستهدف، فهو بما حباه الله قلعة من قلاع القيم والفضيلة في هذا العالم، ولذلك لابد أن يكون لكل منا دوره.
رجال مكافحة المخدرات لهم كل الشكر والتقدير وخالص الدعاء، وهم مجاهدون يذودون عن وطنهم بعقولهم وأرواحهم وأوقاتهم، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، ولذلك نحن جزء منهم، نعمل معهم في حال طلبهم، ونبلّغ عما نراه، فالتبليغ مصلحة للجميع، وعلى رأسهم مَن بلغنا عنه؛ لأننا بذلك نحميه ونحمي منه.
والأب في بيته عليه دور كبير، بألا يكون بعيدًا عن أبنائه وبناته، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، ولذلك لابد من القرب من الأبناء والرقي بعقولهم والحرص على تنمية رقابة الله وتعليمهم وتوعيتهم، فالعلم يبدد ظلمات الشبهات والشهوات التي هي سبب رئيس من أسباب الوقوع في المخدرات.
أيضًا على المعلم في المدرسة وعضو هيئة التدريس في الجامعة دور محوري في توعية طلابهم وطالباتهم، وملاحظة التغيّرات التي تحصل عليهم، فالمعلم الناجح ليس موظفًا بل صاحب رسالة.
أيضًا وسائل الإعلام ومشاهير مواقع التواصل عليهم دور كبير، والحقيقة أن هوليود والأفلام والمسلسلات الغربية لم تحسن للبشرية من خلال ما تقدمه من تهوين من شأن المخدرات إن لم يكن تسويقًا لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولذلك لابد أن تقوم وسائل إعلامنا بجميع فئاتها، وهي التي تستند لمرتكزات صلبة من القيم العظيمة بدورها التوعوي من أجل البشرية أجمع.
المخدرات مخيفة، ولذلك لابد من حربها والمشاركة في الجهود المباركة، كل بما يستطيع، فما أتى لأولاد غيرك قد يأتي لأولادك.
@shlash2020