د. محمد باجنيد

أسوق لكم إحدى القصص.. المعروفة عن جحا..

هذه الشخصية الخيالية.. التي نُسبت إلى شخصيات حقيقية..

تميّزت بنوادرها.. وسخريتها الإذاعية..

ونكاتها المضحكة.. وتركت إرثًا كبيرًا في الأدب العربي..

يقال إن جحا.. قد اشترى عشرة..

من الحمير.. فركب واحدًا منها..

وساق تسعة أمامه.. ثم عدّ الحمير..

ونسي الحمار الذي يركبه.. فوجدها تسعة..

فنزل عن الحمار وعدّها.. فوجدها عشرة..

فركب مرة ثانية وعدّها.. فوجدها تسعة.. ثم نزل وعدّها..

فوجدها عشرة.. وأعاد ذلك مرارًا..

ثم قال: لأن أمشي وأربح حمارًا.. خير من أن أركب.. وأخسر حمارًا..

فمشى خلف الحمير.. حتى وصل إلى منزله..

انتهت الحكاية.. ولكم أن تضحكوا.. وتكتفوا بذلك..

أو أن تكملوا القراءة.. لتعرفوا لماذا أوردت هذه القصة.. عن جحا وحميره العشرة..

إن جحا يا سادة.. يشبه كثيرًا من المحرومين اليوم.. الذين سيطر عليهم.. حب التملك.. فحرموا أنفسهم من أجله.. ماذا كسبت؟.. حمار عاشر.. يضاف إلى جملة من الحمير..

هي ثروة جامدة.. نسي فيها الإنسان راحته.. فضّل فيها حمارًا من عشرة حمير.. ونسي فيها نفسه.. وهكذا هي ثروة الأغنياء البخلاء.. رصيد يبقى رقمًا.. يشغل صاحبه.. ويعيش في عناء.. حارسًا له!

خاطرة:

ثابت.. هكذا تراك الدنيا.. يعلوك الوقار.. لا تهزك الرياح.. وأنت تحمل أرتالًا من الفضيلة.. تخرج من أعماق البصيرة.. لا خوف عليك..

ستبحر السفينة.. وتصل إلى المرفأ.. شامخة.. كالطود العظيم.

bajunaidm@hotmail.com