قصفت القوات الروسية مدنا أوكرانية بالصواريخ بينما الناس نيام اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل 12 على الأقل في أول ضربات جوية واسعة النطاق منذ نحو شهرين.
والهجمات التي شنتها روسيا في الصباح الباكر هي الأحدث في سلسلة من الضربات الصاروخية والهجمات بطائرات مسيرة منذ غزوها أوكرانيا في فبراير شباط 2022، وجاءت في وقت تستعد فيه كييف لشن هجوم مضاد لمحاولة استعادة الأراضي التي احتلها الروس.
القصف الروسي على أوكرانيا
في مدينة أومان بوسط البلاد، يحاول رجال الإطفاء إخماد حريق هائل في مبنى سكني، وقال حاكم المنطقة إيهور تابوريتس إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا بينهم طفلان ونقل تسعة إلى المستشفى.
وتسلق عمال الانقاذ الانقاض المشتعلة للقيام بعملهم، وشوهد بعضهم وهم يحملون محفة فوقها حقيبة جثث. وكان أحد الرجال يصرخ وهو يراقب المشهد.
وقالت أولجا، وهي واحد من سكان المبنى المنكوب، بينما كان عمال الإنقاذ يقومون بأعمال الحفر بين الأنقاض تحطمت النوافذ في البداية، ثم وقع الانفجار... كل شيء طار.
وفي مدينة دنيبرو في جنوب أوكرانيا، قال حاكم المنطقة سيرهي ليساك إن صاروخا أصاب منزلا في المدينة الواقعة في وسط البلاد مما أسفر عن مقتل طفل يبلغ من العمر عامين وامرأة تبلغ 31 عاما. كما أصيب ثلاثة اشخاص في الهجوم.
وذكر الجيش الأوكراني إنه أسقط 21 من أصل 23 صاروخ كروز أطلقتها روسيا، فيما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة بثها عبر تطبيق تيليجرام وأرفقها بصور للحطام يجب أن يلقى هذا الإرهاب الروسي ردا عادلا من أوكرانيا والعالم... سوف يحدث ذلك.
ولم يتضح بعد ما هي الأهداف التي كانت تستهدفها روسيا في هجمات اليوم الجمعة. واعتادت موسكو مهاجمة البنية التحتية المدنية بما في ذلك منشآت الطاقة.
الحرب الروسية الأوكرانية
تقول موسكو إنها لا تتعمد استهداف المدنيين، لكن الغارات الجوية وعمليات القصف التي شنتها أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ودمرت مدنا وبلدات في أنحاء أوكرانيا، فيما هزت انفجارات العاصمة كييف أيضا، وذكر مسؤولون أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 11 صاروخا وطائرتين مسيرتين.
وقال مسوؤلون إن شخصين أصيبا في بلدة أوكراينكا جنوبي كييف، وذكرت وكالة إنترفاكس الأوكرانية للأنباء أنها تلقت تقارير عن وقوع انفجارات بعد منتصف الليل في مدينتي كريمنتشوك وبولتافا في وسط أوكرانيا ومدينة ميكولايف في الجنوب.
وتقترب الحرب من مفترق طرق بعد هجوم شنته روسيا في الشتاء استمر شهورا ولم يحقق سوى القليل من المكاسب على الأرض. وتستعد كييف لهجوم مضاد باستخدام مئات الدبابات والعربات المدرعة التي أرسلها الغرب.
وتركز القتال بشكل رئيسي منذ شهور مدينة باخموت في شرق أوكرانيا حيث تحاول روسيا السيطرة على المناطق المتبقية من إقليم دونباس الصناعي الذي لم تسيطر عليه بعد.
وتبسط روسيا سيطرتها أيضا على مساحات شاسعة في جنوب وجنوب شرق أوكرانيا، وكانت استولت على شبه جزيرة القرم وضمتها في عام 2014.
أعلن الكرملين أمس الخميس ترحيبه بأي شيء قد يساهم في تقريب نهاية الصراع في أوكرانيا، وذلك في إشارة إلى مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء.
وكانت تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيسان منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الكرملين قال إنه لا يزال بحاجة إلى تحقيق أهداف عمليته العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وهي العملية التي تصفها كييف وحلفاؤها الغربيون بأنها استيلاء غير مبرر على الأرض.