كلمة اليوم

* تعد المخدرات من الأزمات الكبرى عند دول العالم، والتي أصبحت تؤثر على حياة الشعوب، وذلك بالنظر إلى نطاق انتشارها، حيث طالت الفئات العمرية المختلفة، وباتت خطورتها تمس مكونات النسيج الاجتماعي، ليصل ضررها بالإنسان إلى الموت والهوان.. عليه فإن الجهات الأمنية المختصة في المملكة العربية السعودية تواصل الليل بالنهار في جهود مستديمة لمكافحة المخدرات والضرب بيد من حديد على كل من تورط بها لما لها من تهديد على أمن وصحة وسلامة الفرد والمجتمع.

* اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «نبراس» ممثلة بالأمانة العامة تسعى إلى الحد من مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي ووقائي رافض لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، من خلال تحقيق التناغم والانسجام، وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة في الجوانب الأمنية والوقائية والإعلامية والعلاجية والتأهيلية والعدلية والاجتماعية والتعليمية، وتضمين تلك الجهود والعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية، ويأتي تفعيل دور الجهات ذات العلاقة من أجل تمكين المجتمع من المشاركة في جهود الوقاية والمكافحة.

* المخدرات خطر عموما ومخدر الميثامفيتامين - المعروف باسم «الشبو»، له خطورة خاصة فهو يعد مادة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي يتم تحضيرها من الأمفيتامين وهي من المخدرات المصنعة كيميائيا ولها عدد من الأسماء على حسب الموقع الجغرافي، مثل: «الشبو، الميث، الكريستال، سبيد، الثلج»، وتتسبب بزيادة مفاجئة في مستويات الدوبامين في الدماغ، مما يغير طريقة تفكير واستيعاب متعاطيها للأحداث من حوله، وهذا الأمر يجعله في حالة من التوجس والقلق والشعور بالتهديد، بالإضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية، مما يجعله في حالة اضطراب نفسي يقوده إلى العنف والتهور في سلوكياته بشكل عام.. وتتلخص أضرار «الشبو» على المدى القصير، بارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، وعدم انتظام ضربات القلب، وفقدان الشهية وفرط الحركة، إلى جانب اضطرابات النوم والأرق، وجنون العظمة والهلوسة، أو اضطرابات المزاج، أو الأوهام، أو السلوك العنيف، والعديد من الأضرار الأخرى على الرئة والكبد والكلى، وشحوب وجفاف جلدي وحكة، وهشاشة في العظام، وتشوهات وأضرار في الأسنان.. وعليه ينبغي أن تتكاتف الأسرة في توعية الأبناء بخطورة هذه المادة وجميع المواد المخدرة، والحرص على خفض العوامل التي تقود إلى تعاطيها، والوقوف بجدية مع أي «حالات تعاطي» قد تظهر بين أحد الأفراد والعمل على إيجاد الحلول العلاجية لها باستشارة المختصين.

* يمكن الوقاية والتصدي لآفة تعاطي المخدرات وإدمانها من خلال المشاركة الإيجابية للشباب وتقوية العلاقات مع أسرهم في بيوتهم ومجتمعاتهم، وخلق بيئة صحية وآمنة للجميع، كما يجب على أولياء الأمور الاستماع لأبنائهم وبناتهم وإزالة الحواجز لمساعدتهم على طلب المعونة متى دعتهم الحاجة، وأن يكونوا قدوة حسنة لهم، والتواصل معهم حول أخطار تعاطي المخدرات.. فمكافحة المخدرات وحماية الوطن والمواطنين من آثارها واجب وطني مشترك يعول فيه على الوعي المجتمعي.