متعب القحطاني يكتب:@MetebQ

يقول أحد الرؤساء التنفيذيين السابقين، معلقًا على ظاهرة تسرُّب الموظفين المتميزين: «إنهم لا يتركون شركاتهم، بل يهربون من رؤسائهم».

فالمدير السيئ قد يجعل الدوام كابوسًا يوميًّا لموظفيه، أو يدفعهم لطلب الانتقال، أو تقديم استقالاتهم.

وسأستعرض بعض صفات المدراء الذين لا يرغب أحد في العمل معهم؛ لنتعلم من أخطائهم، ونحذر من الوقوع في حبائل تلك الممارسات:

1- المدير الذي يعتقد أنه يعرف كل شيء، ويُتقن أداء كل المهام. وهذا المدير غالبًا لا يثق بأداء موظفيه وقدراتهم، وبالتالي فلا يفوّض لهم شيئًا من الصلاحيات، بل يتدخل في كل التفاصيل وأبسط القرارات.

2- المدير الذي يرفض التغيير، ويحارب الابتكار، ويرغب في بقاء الأمور على ما هي عليه؛ لأنها تمثل منطقة الأمان بالنسبة له. يحارب كل فكرة جديدة، ويضخّم الصعوبات في تنفيذها، شعاره: «خلّها على طموم المرحوم».

3- المدير الذي يفتقر للمهارات القيادية، ولو كان من خيرة العاملين وأصحاب الخبرة في مجاله. فالقيادة لا تعتمد فقط على المعلومات والمعرفة بتفاصيل العمل، بل تعتمد على مجموعة مهارات وقدرات تساهم في إدارة العاملين وتطويرهم وتمكينهم من تحقيق أفضل النتائج والوصول للمستهدفات.

4- المدير «المستقوي» على موظفيه بسلطة منصبه ومسماه الوظيفي. وغالبًا ما يكون مفتقرًا للشخصية القيادية والذكاء الاجتماعي للتعامل مع موظفيه، وتحفيزهم وكسب دعمهم.

وما يزيد الطين بلة، إذا كان ضعيفًا أمام أقرانه من المدراء والمسؤولين، حيث لا سلطة له عليهم، مما يجعل إدارته أو قسمه ضعيفًا أمام الآخرين، وقد يتسبب بخسارة فريقه لبعض الفرص والمكاسب.

5- المدير الأناني الذي يعمل لمصلحته ومكاسبه الشخصية، دون الالتفات لمصلحة العمل أو الفريق.. لديه رغبة جامحة لأن يكون تحت الأضواء أمام المسؤولين. يتركز اهتمامه على تلميع نفسه أمامهم، ولو اضطر لهضم حق المبدعين من أعضاء فريقه، وتهميش كل مَن يظن أنه ينافسه أو يشكّل خطرًا على مستقبله.

6- المدير الذي لا يُحسن التخطيط وترتيب الأولويات، فتراه يعيش في فوضوية مقنعة، حيث يظن أنه منتج ومؤثر، بينما هو منشغل بالأعمال الطارئة ولو كانت غير مهمة، على حساب أمور أكثر أهمية، وإن كانت غير عاجلة. يعيش وكأنه «مدير محطة إطفاء» عليه تلبية نداءات الاستغاثة، و«جرجرة» فريقه من مهمة لمهمة، في سباق مع الزمن.

7- المدير الذي لا يهتم بتطوير الموظفين وإعداد قيادات جديدة، أو يهتم بمجموعة منهم فقط لاعتبارات مختلفة غير مهنية.

علمًا بأن تطوير الموظفين وتمكينهم هما أداة المدير الفعّالة لمواجهة التحديات واقتناص الفرص. كما أن المدير الذكي يعمل على إعداد قادة أكفاء يديرون العمل من بعده لضمان الاستمرارية، وليكون هو نفسه جاهزًا لتبوُّء مناصب أخرى.

أما مَن ابتُلي بواحد من هؤلاء، فعليه بالصبر الجميل، وأداء الأمانة في عمله، والتركيز على تطوير قدراته ومهاراته، ليكون جاهزًا عند قدوم الفرصة المناسبة.