رغم التطور الطبيعي الذي جعل من جدة مدينة حديثة تتنوع بها الأسواق والمولات ومناطق الأعمال والترفيه المختلفة، يظل حي البلد بجدة التاريخية قلبًا نابضًا للمدينة، وبعمره الذي يتخطى الألف عام، يحافظ على روحة وطبيعة مبانيه التي تعتبر توثيقًا لتاريخ المملكة العربية السعودية.
وتكشف تلك المنطقة الستار عن تراث إنساني، قاومت أسواره العوامل التاريخية بثماني بوابات عُرفت بقصصها التاريخية، إلى جانب أكثر من 10 بيوت أثرية يشاد بتصاميمها المميزة، إضافة إلى العديد من المعالم التي جعلت منه مقصدًا رئيسًا للسياح من كل أنحاء العالم.
أُدرج حي البلد ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2014، باسم جدة التاريخية، بوابة مكة، وذلك بعد أن تحولت المنازل مع الوقت وباستخدام أحدث الوسائل، إلى معارض فنية ومقاهي متنوعة.
وحسب موقع visitsaudi لا يقتصر سحر البلد بجدة التاريخية على التراث فقط، فهي تبعد 20 دقيقة عن أفضل تجارب التسوق والمطاعم العالمية، و20 دقيقة أخرى عن أكبر سباقات السيارات في العالم وأكثرها أهمية، سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1.
أبواب البلد
لمنطقة جدة التاريخية عدّة أبواب، إذ أحاط حاراتها قديمًا سور بثمانية أبواب، لحماية الأهالي والأسواق ليلًا، ومن أشهرها:
باب جديد
الذي بُني بداية الأربعينات الميلادية في العهد السعودي ويعتبر آخر الأبواب لهذا السور.
باب شريف
من المنطقة الجنوبية، إذ يستخدمه أهالي هذه الحارات كثيرًا للتنزه والزيارات للأسواق الخارجية، مثل حراج العصر الذي تحول اليوم لسوق كبير شعبي.
بيوت يمكن زيارتها
تتعدد البيوت الأثرية في حي البلد، وتتميز بتصميماتها الفريد التي تسحر جميع الزوار وتشجعهم لالتقاط أجمل الصور التذكارية، ومن تلك البيوت:
بيت نصيف
أول نموذج لبيت عربي أنشئ على الطراز الشرقي في مدينة جدة، واستخدم على مر السنين كمقر لضيافة الملوك والعلماء.
يضم البيت 40 غرفة بمساحات واسعة وأسقف رفيعة، وتحولت أدواره إلى معارض فنية ومقاه متنوعة.
بيت المتبولي
يعود تاريخ بنائه إلى ما يقرب من 420 عامًا، يشبه متحفًا تراثيًا يحتفظ منذ إنشائه بكل مقومات الجمال المعماري، وكل ما يضمه يمثل لوحة فنية فريدة.
شُيدت جدران البيت بتفاصيل دقيقة تساهم في خفض درجات الحرارة وتحافظ على مناخ معتدل لطيف.
بيت الشربتلي
تم بنائه عام 1916 على يد الشريف عبد الله العبدلي، ويعتبر أحد أقدم وأشهر البيوت في منطقة جدة التاريخية، وينفرد بأعمدته البيضاء الناصعة، ونوافذه وشرفاته الخشبية المميزة، التي تطل على أبرز معالم المنطقة.
في السابق كان مقر سابق للسفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية، ثم تحول الآن إلى مركز ثقافي ووجهة مفضلة، لافتتاح معرض فني أو إقامة احتفالية ثقافية.
أسواق شعبية تأسر الخيال
تضمّ منطقة جدة التاريخية أعرق الأسواق الشعبية عبر الأزمنة، وتمثل وجهة مفضلة لمحبي التراث والقطع التذكارية، وللباحثين عن أصحاب الحرف والصنعة والعروض التي لا يمكن تفويتها.
يمكنك التجول بين الملبوسات التراثية والثياب الشرقية والحجازية والأحجار الكريمة المعروضة، وأصحاب الحرف المختلفة والمنتجات الأصلة وقطع الحلي.
كل ذلك وأكثر في العديد من الأسواق مثل سوق علوي وسوق البدو.
تتعد المعالم والمزارات في منطقة جدة التاريخية، من بيوت ومساجد وأسواق تاريخية، تجعل من زيارته تجربة فريدة ولا يمكن الاكتفاء منها بمرة واحدة.