أيمن إبراهيم

الموسيقى الشرقية أو العربية هي ذو باع طويل ولها تاريخ عريق وهي مزيج من موسيقى شعوب العالم العربي حيث إنهم ترجموا وطوروا النصوص والأعمال الموسيقية الإغريقية وأتقنوا نظرياتهم..

ويرجع أقدم ذكر للموسيقى العربية حسب المصادر إلى القرن السابع قبل الميلاد والمخصص للملك آشور بانيبال حيث يذكر أن الملك الأشوري وصحبه قد استمتعوا بغناء وموسيقى الأسرى العرب.. ومن المعروف أن آشور بانيبال ضم ما هو الآن جنوب العراق ومملكة عيلام سنة 648 قبل الميلاد وكان من ضمن من واجهه بذلك الغزو العرب القاطنون في مملكة دومة الجندل وكانت تحت إمرة الملكة عطية وزوجها يثع الذي أسر في تلك المعركة وعلى أي حال لم يحفظ التاريخ أي مقطوعة موسيقية عربية من تلك الحقبة..

هذه نبذة عن حقبة الموسيقى العربية ونشأتها، اليوم تطورت الموسيقى العربية وأخذت منحنى جغرافيا كبيرا مترامي الأطراف وبرزت آلات موسيقية في بلاد العرب في تلك الحقبة كالمعزف وهي أداة موسيقية برزت في بلاد اليمن تشبه القيثارة، وبرزت المعزفة في بلاد الحجاز وتشبه المعزف من حيث الشكل، وبرزت كذلك أدوات أخرى كالطنبور والجنك والمربع وهي آلة وترية ذات صدر مربع.. وبرز العود حيث كان أول عود عربي يصنع من الجلد وكانت له أسماء مختلفه كالمزهر والبربط والموتر والكران أو الكيران وكان العازفون يضربون عليه بالإبهام كالجيتار الحديث..

وظهرت آلات موسيقية جديدة في جميع أرجاء الوطن العربي بعد تلك الحقبة وصنفت ودرجت بثلاثة أنواع: آلات وترية وهوائية وإيقاعات وصنفت أيضا بمجموعة أصوات تعرف بالمقامات الموسيقية.. ومن أنواع الآلات الوترية: العود والقانون والكمان والربابة والسمسمية والمندولين والقيثارة والبزق..

والآلات الهوائية: الناي والمزمار والأرغول والمجوز..

والآلات الإيقاعية: الدربكة والدوهول والرق والمزاهر والصاجات..

والمقامات كال: الصبا والنهاوند والعجم والبيات والسيكا والحجاز والراست..

وسربت آلات عربية إلى أوروبا عن طريق إسبانيا وما زالت محتفظة بأسمائها العربية.. وسربت أيضا الإيقاع الشرقي الذي يساعد على خلق الموسيقى محدودة الزمن ويؤدي إلى نظام المازوة وقد يكون هذا هو أهم تراث موسيقي قدمه العرب لأوروبا.. وأيضا ورثت أوروبا عن العرب الزخرفة اللحنية العربية التي لا تدخلها الهارموني المبنية على تآلفات رأسية وهذا هو سر ميل العربي إلى الموسيقى الغنائية أكثر من ميله إلى موسيقى الآلات.

وأخيرا فإن الموسيقى العربية لها باع طويل وتاريخ عريق وأسس ممنهجة لم تكن وليدة اللحظة ولم تكن مبتكرة حديثا بل كانت موجودة من قبل الميلاد حسب ما ذكرت المصادر والمراجع..