واس - جدة

أكد رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، مواصلة مجموعة البنك زيادة الموارد المتاحة للبلدان الأعضاء من أجل مساعدتها على التغلب على التحديات المتنامية، كاشفاً عن صافي الاعتمادات التراكمية لمجموعة البنك، منذ إنشائها وحتى سنة 2022 ما مجموعه 170.5 مليار دولار.

تعزيز التنمية البشرية الشاملة

وقدم في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية 2023 إقامة الشراكات درءاً للأزمات بحضور وزير الدولة المكلَّف بالاقتصاد والمالية بجمهورية بنين، رئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية رُوموالد وادانْيِي الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على رعايته الكريمة للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ولحكومة المملكة العربية السعودية على ما حظي به جميعُ المشاركين من ترحيب وكرم ضيافة، وعلى كل ما قُدِّم للبنك من تسهيلات لتمكينه من عقد هذه الاجتماعات السنوية في أفضل الظروف.

وقال الدكتور الجاسر إن مجموعة البنك الإسلامي للتنمية هو بنك إنمائي متعدد الأطراف يُساهم في تعزيز التنمية البشرية الشاملة بتحسين حياة الناس في البلدان الأعضاء عن طريق النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وإحداث تأثير واسع النطاق .

وأضاف ومما يميز البنك الإسلامي للتنمية أن جميعَ أعضائِه من بلدان الجنوب وموزعين بين عدة قارات ولذلك، فإن البنك يركّز بقوة على دعم التعاون فيما بين بلدان الجنوب لإيجاد حلول إنمائية هادفة وتلبية الاحتياجات والأولويات الإنمائية الخاصة بالعالم الإسلامي.

وتابع يقول قد أُسِّس البنك الإسلامي للتنمية سنةَ 1974، وهو يضم حالياً (57) بلداً عضواً من أربع قارات، وجاليات إسلامية من البلدان غير الأعضاء، بحيث تؤثر عملياته في حياةِ واحدٍ من كل خمسة أشخاص من سكان العالم .

البنك الإسلامي.. ريادة عالمية في مجال المالية الإسلامية

وأفاد أن البنك تطور من كيان واحد إلى مجموعة حيوية من خمسة كيانات تُحدث تأثيراً وقيمة مضافة في بلدانِها الأعضاء، لافتاً إلى البنك الإسلامي للتنمية، تتألف مجموعة البنك من المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات (ICIEC)، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص (ICD)، ومعهد البنك الإسلامي للتنمية (IsDBI)، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC)، إضافة إلى صندوق التضامن الإسلامي للتنمية (ISFD).

وعبر الجاسر عن فخر البنك بأنه أضحى اليومَ من أكثر البنوك الإنمائية المتعددة الأطراف نشاطاً وهو يتميَّز بريادته العالمية في مجال المالية الإسلامية، ويوفِّر التمويل والخبرة والمعرفة، ويَعقد الشراكات للنهوض بالتنمية المستدامة.

وأكد رئيس البنك الإسلامي للتنمية، أن المملكة العربية السعودية تمر بمرحلة تنموية زاهرة جداً وتدير العملية التنموية بشكل مهني عالي جدا، مشيراً إلى أن المملكة من أكبر الداعمين لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية ليس فقط مادياً بل وحتى معرفياً ، وأن المملكة قدوة لنا جميعا في هذا الشأن، وتشهد حراكاً تنموياً قوياً جداً وذلك من خلال رؤية المملكة 2030 ، منوهاً إلى الجهود الثنائية المشتركة مع حكومة المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للأعمال الخيرية لمساعدة العديد من الدول .

البنك حافظ على تصنيف (AAA) خلال 2023

وفيما يخص توزيع الاعتمادات التراكمية لمجموعة البنك، منذ إنشائها وحتى سنة 2022 م ، وذلك بحسب القطاعات قال قطاع الطاقة في المقام الأول بحصة 40.8%، يليه قطاع الصناعة والتعدين بنسبة 14.4%، ثم الزراعة بنسبة 12.6%، فالمالية بحصة 8.6%، والنقل بنسبة 8.5%، والمياه والصرف الصحي بنسبة 4.8%، والصحة بنسبة 3.6%، والتعليم بنسبة 3.2%، فيما تبلغ حصة القطاعات الأخرى 3.5% .

وبين أنه في سنة 2022 وحدها، ارتفع صافي اعتمادات مجموعة البنك بنسبة 18.6% ليصل إلى 10.5 مليار دولار( )، مقابل 8.9 مليار دولار في سنة 2021، مفيداً أنه انصبَّ تركيزُ عمليات البنك في سنة 2022 على تحقيق شراكات لتعبئة الموارد، ومعالجة الفقر، وضمان الأمن الغذائي، وتعزيز القدرة على الصمود، وتحفيز النمو الاقتصادي المتصالح مع البيئة.

وأشار إلى أنه لولا دعم مساهمي البنك لما تمكّنّ من تحقيق ذلك كله، وذلك من خلال اكتتاب جميع البلدان الأعضاء تقريباً في الزيادة العامة السادسة في رأس المال التي تبلغ قيمتها 5.5 مليار دينار إسلامي أي ما يعادل 7.3 مليار دولار أمريكي الأمر الذي يدل على ثقة مساهمي البنك في الأثر الإنمائي الذي يحدثه البنك في البلدان الأعضاء.

وأبان أن البنك حافظ على تصنيفه الائتماني الممتاز (AAA) مع نظرة مستقبلية مستقرة خلال سنة 2023، وهذه هي السنةُ العشرون على التوالي التي يحصل فيها البنك على تصنيف ائتماني ممتاز (AAA) مع نظرة مستقبلية مستقرة من وكالة ستاندرد أند بورز، والسادسة عشرة على التوالي من وكالة موديز، والخامسة عشرة على التوالي من وكالة فيتش.

إقامة الشراكات درءاً للأزمات

وتحدث الجاسر عن الاجتماعات السنوية للبنك ، وعن موضوعها، وعما يُتوقع أن يتمخض عنها من نتائج في اليومين المقبلين .

وأكد أن مجلس المحافظين يشكل في إطار هيكل البنك أعلى هيئة لصنع القرار وهو يجتمع مرة في السنة لمناقشة حصيلة السنة المنصرمة وتقديم توجيهات للبنك في المرحلة المقبلة، إضافة إلى ذلك تجمع الاجتماعات السنوية وفوداً من بلداننا السبعة والخمسين ومراقبين من بعض المنظمات الدولية والإقليمية للتباحُث حول قضايا إنمائية ومسائل مؤسسية، وأن شعار الاجتماعات السنوية لهذا العام هو: إقامة الشراكات درءاً للأزمات، وهو شعار يُجسّد رغبة مجموعة البنك في التغلب على الأزمات بإقامة شراكات أكثر فاعلية واستدامة مع شركاء دوليين أساسيين، سواء في مجال التنمية أو في مجال الأعمال.

وأفاد أن هذه الاجتماعات السنوية ستشهد : الاجتماع السنوي الثامن والأربعين لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية؛ ولاجتماع السنوي الثلاثين لمجلس محافظي المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات؛ والاجتماع السنوي السادس عشر لمجلس محافظي صندوق التضامن الإسلامي للتنمية؛ والجمعية العمومية الثالثة والعشرين لـلمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص؛ والجمعية العامة الثامنة عشرة للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة .

كما رحب الجاسر بالأعضاء والمشاركين في المؤسسات التي ستعقد جمعياتها العمومية أو العامة على هامش اجتماعات البنك السنوية وهي: اتحاد المؤسسات الوطنية للتمويل التنموي في البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية؛ اتحاد الاستشاريين من الدول الإسلامية؛ واتحاد المقاولين من الدول الإسلامية .

عدد من الفعاليات المهمة هذا العام

وأشار إلى أن الاجتماعات السنوية لهذا العام ستشهد أيضاً عدداً من الفعاليات المهمة التي دعا إلى تغطيتها على نطاق واسع والتي من أبرزها منتدى القطاع الخاص الذي سيُعقد في حُلَّتِه الجديدة للسنة الثانية على التوالي ويجمع قادة الأعمال من جميع أنحاء العالم؛وجلسات الحوار مع بعض المحافظين، والندوة المخصصة لتقديم تقرير مجموعة البنك بشأن التكامل بين البلدان العربية، والتي جرت أمس, والدورة السابعة عشرة للمنتدى العالمي للبنك الإسلامي للتنمية عن المالية الإسلامية، التي تنعقد هذه السنة حول موضوع: حلول مبتكرة في سبيل اقتصاد قادر على الصمود وبرنامج المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية ومنتدى صندوق التضامن الإسلامي للتنمية بشأن التخفيف من وطأة الفقر الذي ينعقد حول موضوع مكافحة الفقر عن طريق التضامن والتحالف والشراكة والندوة المخصصة لتسليط الضوء على أهم إنجازات الرئاسة الإندونيسية لمجموعة العشرين في سنة 2022، بعنوان التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة والتصدي لتغير المناخ، لافتاً إلى أنه خلال الأيام الثلاثة المقبلة، سيُعقد العديد من الفعاليات الجانبية الأخرى التي ترمي إلى تبادل المعارف، وتضم خبراء رفيعي المستوى يمثلون الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني .

سجل قوي يستجيب للاحتياجات التنموية

وتطلع رئيس البنك الإسلامي في ختام حديثه إلى استمرار التعاون مع جميع الشركاء في سبيل تقديم حلول ناجحة في البلدان الأعضاء وفي الجاليات التي يخدمها البنك الإسلامي للتنمية حول العالم.

من جانبه أبان رئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية ، أن مجموعة البنك الإسلامي للتنمية قد حققت سجلاً قوياً يستجيب للاحتياجات التنموية المستمرة والمتنامية في الدول الأعضاء ، وذلك استجابة لديناميكية الاقتصاد العالمي وخريطة التطورات العالمية ، مشيدًا بإدارة البنك ومجلس المحافظين على قيادتهم في دعم الدول الأعضاء نحو تحقيق التنمية الميدانية .

وقال إن التفكير المستنير والاستجابة إلى التحديات المباشرة والصاعدة التي تواجه دولنا تشير إلى تنسيق إستراتيجيات مجموعة البنك الإسلامي للتنمية للتركيز على تعزيز التنمية البشرية المستدامة وتعزيز البنية التحتية ودعم التعافي الاقتصادي ومواجهة الفقر وبناء الصمود وتحفيز النمو الاقتصادي الأكبر ، وأن المداولات أثناء الاجتماعات السنوية لعام 2023 ستركز على الإنجازات ، آملاً من الاعلاميين نقل هذه الإنجازات إلى أنحاء العالم .

بعد ذلك فُتح باب النقاش مع الإعلاميين حول الإسهامات وحجم الدعم الذي تقدمه مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في البلدان الأعضاء .