في خطوة جديدة نحو تحقيق رغبة أوكرانيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس، عمل بلاده على خطة إستراتيجية شاملة لإصلاح القانون الجنائي، ونظام إنفاذ القانون، بحيث يتوافق مع معايير الاتحاد.
وفيما تأمل كييف في وضع قدمها رسميًا داخل الاتحاد بصفتها عضوًا به، خلال عامين، بحسب خطتها لإتمام الانضمام والتي أعلن مداها الزمني رئيس الوزراء دينيس شميهال، مطلع هذا العام؛ فإن هذا الانضمام سيكون له آثار بين سلبية وإيجابية على أوكرانيا نفسها والاتحاد الذي تسعى للحصول على عضويته، كما قد يكون لها أثر في مجريات الحرب الروسية الأوكرانية.
إضافة لذلك فإنه من المتوقع أن تستفيد أوكرانيا اقتصاديا من انضمامها للاتحاد بعد انتهاء الحرب، إذ ستدفق الاستثمارات عليها وقتها ما يعوضها عن ما فقدته ويسرع من عملية إعادة الإعمار في البلد المنكوب.
الاتحاد الأوروبي متضرر
إن كان من المتوقع أن تستفيد أوكرانيا من انضمامها للاتحاد الأوروبي، فإن ذلك ينعكس في حالة الأخير، إذ يتوقع تضرر الاتحاد من تلك العملية.
وبحسب ما ينقله موقع يورو نيوز عن أستاذ السياسة بجامعة أبردين الاسكتلندية، مايكل كينج، فإن انضمام أوكرانيا للاتحاد سيزيد الضغط على وحدة وتماسك الدول الأعضاء، الذ يعاني بالفعل الآن من تشتت بين رؤى دوله مع صعوبة اتخاذ القرارات الجماعية تجاه المشكلات التي تعاني منها كييف.
غير ذلك فإن أوكرانيا الفقيرة والمحتاجة لأموائل طائلة لإعادة إعمارها بعد الحرب ستكلف الاتحاد مبالغ خيالية، قد تجهد خزانته بشكل كبير، كما أنها ستضر بالدول الأخرى التي تحتاج مساعدات مثل اليونان والمجر ورومانيا.
تعزيز العلاقة بين أمريكا وأوروبا
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بعضًا من التوتر، يظهر في تصريح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مطلع إبريل الماضي بضرورة تجنب أوروبا الوصول لوضع تكون فيه تابعة لأمريكا، وسيكون ذلك بتقليص دول الاتحاد ارتباطها بالولايات المتحدة، فإن انضمام أوكرانيا للاتحاد قد يصلح تلك العلاقة.
فبحسب تقرير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإن انضمام أوكرانيا للاتحاد سيفيد في تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الولايات المتحدة بصفتها الداعم الرئيسي لكييف وبين الدول الأوروبية من خارج حلف الناتو والتي تشترك معها في دعم أوكرانيا أيضًا، إضافة للتخوفات من الزحف الروسي غربًا.
الأمر الذي سيعزز الترابط بين حلف شمال الأطلسي ناتو وبين الاتحاد الأوروبي، ما سيخلق تشابكًا أكثر في المصالح بين كل الدول المشاركة في المنظمتين، وعلى رأسها أمريكا والدول الأوروبية الكبيرة مثل فرنسا وألمانيا.
وحتى قبول أوكراينا عضوًا في الاتحاد الأوروبي، والذي قد يطول بسبب ما تحتاجه من إصلاحات كبرى لتتوائم مع شروط الانضمام، فإن كييف تعمل جاهدة للوصول إلى النقطة التي تستوفي فيها الشروط لتدخل تحت مظلة الاتحاد.