محمد السهلي

محمد السهلي

** في خضم الأزمة المالية العالمية وتداعيتها المستمرة , ومع نهاية العام الماضي وظهور النتائج المالية للشركات الخليجية ...بدأت تتكشف بعض من جوانب تضرر تلك الشركات ,رغم محاولتها اضفاء « صبغة تجميلية» على النتائج بحيث يتم التركيز على الارباح وتجاهل الخسائر ونسبها الى بنود الخسائر غير التشغيلية..اضافة الى عمل شركات العلاقات العامة على ترسيخ ذلك...** ورغم تلك الصبغة التجميلية الا ان اخبار الشركات الخليجية التي تظهر بين حين واخر والتي تدور حول اخبار سيئة مثل الاستغناء عن عمالة او تقليص مصروفات او تخفيض او ايقاف لبعض المشاريع , يجعل المراقبين يضعون ايديهم على قلوبهم خشية استمرار تلك الاخبار وبالتالي تأثر الاقتصادات الخليجية ودخولها في مراحل ركود طويلة ...** وقد وضح جليا ان شركات الدعاية و العلاقات العامه بدأت عاجزة عن مواجهة تلك التداعيات , وهي التي تخوضها للمرة الاولى وسط تقلبات سريعة لاتحكمها أي من نظريات العلاقات العامة والترويج...ورغم انتشار تلك الشركات او المؤسسات المتخصصة في الترويج وتحسين الصورة في الخليج خلال الفترة الماضية وتسجيلها نجاحات كبيرة ساهمت في خلق واقع اعلامي للوسط الاقتصادي ..الا ان احداث الازمة المالية جعلت تلك الجهات لاتستطيع «وضع المساحيق التجميلية» على واقع الشركات التي تعمل معها...** قد تستفيد من هذه الازمة شركات الدعاية والعلاقات العامة من زاوية ان السوق لن يظل مفتوحا لكل من رغب في لعب ادوار الترويج, وسيحدث هناك فرز لتلك الشركات وربما نشاهد اندماجات واستحواذات , وربما اختفاء ايضا للبعض , وبالتالي لن يظل في هذا المجال سوى من قام على اسس حرفية خالصة بعيدة عن الاجتهادات , وكان يمتلك بنية تحتية وبشرية قادرة على الصمود....** كان يعاب على الخليجيين انهم لم يتوجهوا بكثافة الى مجال الترويج والعلاقات العامة , وكانت اغلب الشركات العاملة لاتضم بين جنباتها مبدعين خليجيين في المجال , وقد ظهرت محاولات من بعض المتخصصين الخليجيين في لعب ادوار في صناعة الاعلام الاقتصادي واتقان فن الترويج , الا ان تلك المحاولات اصطدمت بسيطرة شركات قوية وذات خبرة وقديمة على السوق الاعلامي , ولعل في ظل الازمة الحالية وتأثر اعمال شركات الترويج والعلاقات العامة فرصة لظهور شركات خليجية جديدة تستقطب اصحاب الخبرة والمحترفين في المجال وتضخ جيلا جديد ا من الخليجيين في مجال العلاقات العامة...** الدعايه والترويج فن متجدد لا حدود له , ويتطور بشكل سريع وتحكمه عوامل البيئه الاقتصاديه وتفهم اصحاب الشركات لدور الدعاية والعلاقات العامة في الترويج لاسمائهم وعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم , كما انه فن ممتع يغلب عليه الجانب الابداعي ولن ينجح فيه الا من امتلك صفات التجديد والخيال والاصرار على النجاح...** نتمنى ان يحظى هذا القطاع بالتطور لانه ببساطه قاعدة لخلق وسط اقتصادي فعال وضمان لنجاح المنتديات والاحداث الاقتصادية الكبيرة , وما اكثرها في الخليج ...واقول لكل من ساهم في تنظيم منتدى او معرض او حدث اقتصادي ولم تكن نتائجه كما توقع ان يفتش عن «الصبغه التجميلية» التي تنحصر في الترويج والعلاقات العامة الفعالة...** رئيس قسم الاقتصادM88z@hotmail.com