300 مليون وظيفة يهدد الذكاء الاصطناعي بالسيطرة عليها وتسريح من يعملون بها في المستقبل القريب، مع تسارع إحلاله مكان البشر فيما يستطيع أن يفعله، وتطويره ليتمكن من فعل المزيد.
كانت تلك توقعات مؤسسة جودلمان ساكس الأمريكية، في تقريرها الصادر في الـ26 من مارس الماضي، محذرة من تنامي قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بما يجيده البشر في خطوات تقربه أكثر من ابتلاع وظائفهم.
لكن مع ذلك فإن بعض الوظائف تعد في المنطقة الآمنة بعيدًا عن تغوّل الذكاء الاصطناعي، ما يجعل من غير المحتمل استبدال أصحابها قريبًا
وظائف آمنة
رغم القدرات الهائلة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي والتطوير الكبير الذي يحدث به كل يوم، فإنه يعجز -حتى الآن- عن أداء بعض المهام التي يضطلع بها البشر، والتي تحتاج إلى بعض المهارات مثل الذكاء العاطفي والتفكير الإبداعي، ما يجعل الوظائف المتضمنة لتلك المهام في معزل عن دخول تطبيقاته للسيطرة عليها.
وتنقل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، عن الخبير في الذكاء الاصطناعي، مارتن فورد، تلك الوظائف كالآتي:
الحِرف
تتطلب الحرف كثيرًا من المهارة البشرية، والقدرة على التفكير في حل المشكلات التي تواجه الحرفي خلال عمله، وهو ما يعجز الذكاء الاصطناعي عن فعله حاليًا.
ويندرج تحت مظلة تلك الحرف: السباكون والكهربائيون، والنجارون، وغيرهم ممن لا يقتصر عملهم على تنفيذ الأوامر فقط او تقليد أفعال معينة.
الوظائف الإبداعية
يقصد بالوظائف الإبداعية تلك التي تتضمن ابتكار أفكار خارج الصندوق، واختراع أشياء جديدة لم يسبق فعل مثلها مسبقًا.
ومع ذلك فإن أمان تلك الوظائف من الذكاء الاصطناعي لا يشملها جميعًا، إنما يشمل تلك التي تحتاج إلى إعمال العقل للتوصل إلى اكتشاف جديد أو خلق استراتيجية للتوصل إلى حل لمعضلة، مثل العمل في مجال العلوم والطب.
الوظائف المعتمدة على العلاقات
أخيرًا الوظائف التي تتطلب في عملها خلق علاقات شخصية معقدة، بين الموظف وأشخاص من البشر، مثل المراسلين الصحفيين والمحققين، وكل عمل يحتاج إلى فهم عميق للأشخاص.
أمان جزئي
رغم كون الوظائف المذكورة في أمان من سيطرة الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك الوضع يظل مؤقتًا إلى حد كبير، فلا ضمان أن تبقى كذلك إلى الأبد.
تعلق على ذلك، جوان سونج ماكلولين، الأستاذ المساعد في اقتصاديات العمل بجامعة بوفالو بالولايات المتحدة، موضحة أن ما لن يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي بشكل كلي، قد يدخل في بعض جوانبه.
وتقرر أن المستقبل سيحمل تغييرًا في تعامل البشر مع وظائفهم، إذ سيحتاج العمل تركيزًا أكبر على المهارات الشخصية وتطويرًا مستمرًا للقدرات.