شهد العبدالعالي - الدمام

اكتشف العلماء السلوكيون أن الاستماع الجيد هو واحد من أهم الأشياء التي بمقدورنا فعلها لتطوير علاقاتنا، ولتنمية نظرتنا إلى العالم، وزيادة قدراتنا على تغيير طريقة تفكير الناس، فما الذي بمقدورنا فعله حتى نكون مستمعين جيدين؟

وفق منصة TED التعليمية التي نشرت درسًا بعرض مرئي من أفكار معلمين نفذها مختصو الرسوم المتحركة، فإن الاستماع إلى شخص في محادثة شخصية هو بمثابة العمل لمصلحته ليشعر أنه مفهوم بشكل جيد، ولكن لا يوجد على وجه الدقة مفهوم ذو معايير متفق عليها بشكل علمي لما يعنيه الاستماع الجيد، لكن توجد سمات ذائعة، فما هي؟

الانتباه والتفهم وإبداء حسن النية إزاء المتحدث

أوضح الدرس المرئي في المنصة أن هذه السمات تشمل الانتباه والتفهم وإبداء حسن النية إزاء المتحدث، وليس بإظهار ذلك بالحركات فقط، فقد اكتشف الباحثون أن التبسم والحركات المجردة أمام المتحدثين لا تحقق مردودًا قويًا، لكن التصرفات في أثناء الاستماع للشخص من المهم أن تؤكد أن المستمع ينصت فعلًا.

وبالإضافة إلى إظهار المستمع أنه يعي كلمات محدثه، يعتاد المستمعون كذلك طرح أسئلة واستخدام لغة الجسد في إشارة إلى تفهمهم والرغبة في المزيد من المعلومات للاستيعاب.

الانتباه والتفهم وإبداء حسن النية إزاء المتحدث - موقع Maryville Online

خطوات بدء المحادثة كمستمع جيد

قبل أن تبدأ حديثك، ابتعد عن أي مشتتات، أغلق التلفاز وأزل السماعات ونح الجوال جانبًا، فثمة دراسة بينت أن مجرد رؤية جوال بجانبك تقلل من حميمية المحادثات وتحول دون الاندماج فيها.

ومن أهم الملاحظات التي يجب أن تضعها في اعتبارك ألا تقاطع المتحدث، هذا لا يعني أن تظل صامتا طيلة الوقت، ولكن يعني أن تتدخل بوقفات طبيعية لتسأل محدثك أسئلة لها طابع عام يشعر أنها لمصلحته وليست فقط لإرضاء فضول المستمع.

ويمكنك أيضًا أن تلخص ما قد سمعته والسؤال إذا ما كنت قد نسيت شيئًا، فمثل هذه التلخيصات تعطي محدثك الانطباع بأنك تحاول جديًا استيعاب ما يقول، واحرص على أن تكون حاضرًا ومركزًا، وإذا فقدت التركيز فلا تخجل، واخبر محدثك أن يعيد ما سهوت عنه.

كل هذه الملاحظات تُحدث اختلافًا كبيرًا، فحين يشعر الناس أن حديثهم يلقى استماعًا، فإنهم يشعرون برضا وثقة أكبر، كما يوثق ذلك أواصر العلاقات.

استخدام لغة الجسد في إشارة إلى تفهم حديث الآخرين - اليوم

الاستماع الجيد لا يعني الاتفاق التام

تقول نظرية التفاعل الاجتماعي النفسي وفقا لمنصة TED التعليمية، إن إجبار شخص ما على تغيير نمط تفكيره يؤدي على الأرجح إلى تمسكه أكثر بوجهة نظره، بينما تقول الدراسات المعاصرة إن الاستماع عالي الجودة هو الذي يعزز الانفتاحية من خلال خلق بيئة خالية من الحكم المسبق على الناس وآمنة نفسيًا.

والاستماع الجيد لا يعني الاتفاق التام، ولا يلزم أن تنتهي المحادثات بنتيجة سعيدة، لكن حتى في حالة عدم الاتفاق، أحيانًا يكفي الاستماع الجيد للدخول في نقاش أعمق.