عبدالعزيز الذكير يكتب:

كانت الأوقات قبل توافر الساعات تُحدَّد بأزمنة الصلوات الخمس أو بطلوع الشمس وغروبها مثلًا: بين العشاوين: أي العشاءين، وهي المغرب والعشاء وبعد العتيم، أو التعتم، وهو بعد العشاء الأخير. وبين صلاتي الظهر والعصر، ويقال إلى كسر الفي، أي إذا زالت الشمس وظهر ظل الجدار والضحى، والضحى الكبير والصفرة: بعد الفجر وقبل طلوع الشمس وتعزيلة السوق: قبل الظهر بنصف ساعة حين يقفل الباعة دكاكينهم وسط الليل، ومثله وسط النهار مع الأذان قبل الصلاة، بعد الصلاة القائلة والقيلولة: وسط النهار، غيبة الشمس، طلعة الشمس، طلعة القمر، غياب الشفق.

كان الناس يستعملون ساعة تُعلّق بالرقبة، بواسطة خيط أو سلسلة، وتميَّزت ساعات الجيب بأناقتها وتميُّزها، حيث اشتهرت بكونها ساعات الطبقة النبيلة، والملوك. بدء ظهور ساعة الجيب في نهاية القرن الخامس عشر، على يد مخترعها بيتر هنلاين، صانع الأقفال الألماني. كانت في البداية ساعة ثقيلة الوزن، يتم ارتداؤها حول العنق، واقتصرت على الحرفيين والنبلاء. من أشهر الشخصيات التي حرصت على استخدامها: دوق مودينا، البرت تي بار، مارشيسي دى مانتا.

قديمًا كانت تعامل ساعات الجيب باختلاف أنواعها، سواء كانت من الذهب، الفضة، الأحجار الكريمة، أو حتى المعدن مثل النحاس والبلاتين، معاملة القطع الأثرية، التي تورث كإرث عائلي ثمين، لقيمتها العالية في ذلك الوقت، والذي يصعب على عامة الشعب امتلاكها.

تطورتْ ساعات الجيب، كان اختراع أداة لتحديد الوقت ضروريًّا، تعتمد على مصادر الطاقة الطبيعية في حساب الوقت، إنما تعتمد على نابض تشغيل رئيسي يضبط يدويًّا، بعد انتهائه من الدوران لعدد معيَّن من اللفات.

ولكنها لم تكن آلية عملية؛ لذلك تم تطويرها إلى آلية الحركة الميكانيكية والتي تعمل عن طريق حركة دوران التروس، المسؤولة عن تحريك العقارب لتحديد الوقت. وكانت في ذلك الوقت الساعات المحمولة يتم وضعها حول الرقبة في سلسال..

قام تشارلز الثاني عام 1675 بصناعة الصدريات، والتي كانت ثورة في عالم الأزياء ذلك الوقت. رغب صانعو الساعات في تطوير الساعة المحمولة؛ لتناسب جيوب الصدريات؛ ليسهل حملها بها. لذلك تم تطوير شكلها، لحلقة دائرية مسطحة، دون حوافٍ خارجية حادة، خفيفة الوزن، يمكن وضعها داخل الصدرية بأمان.

وكانت في الصورة الأولية دون غطاء للوجه، وكانت التروس والعقارب ظاهرة، يسهل تلفها. لذلك تم تطويرها مرة أخرى وتزويدها بغطاء من الأحجار الكريمة الشفافة، والزجاج.

@A_Althukair