أكَّد مختصون أن السكتة الدماغية تصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتتزايد فرص الإصابة بها مع التقدم في العمر وارتفاع ضغط الدم، وفي وجود السمنة والتدخين والإجهاد وقلة النشاط البدني.
وقد بلغ حجم الحالات في المملكة نحو 100 حالة سكتة دماغية يوميًا، مشيرين إلى أن إزالة الجلطات بواسطة الأشعة التداخلية من أبرز الطرق الحديثة لعلاج هذه الحالات في الوقت الراهن.
طريقة التعامل مع السكتة الدماغية
وقال استشاري الأشعة التشخيصية والأشعة التداخلية العصبية الدكتور عبد الرحمن حمد العبد الوهاب لـاليوم إن السكتة الدماغية تعني حدوث خلل مفاجئ في تروية الدماغ بسبب انسداد أحد شرايين الدماغ، وهي من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى تلف الدماغ.
وقال إن إزالة الجلطات تجري بواسطة الأشعة التداخلية للمخ، عن طريق إدخال قسطرة دقيقة عبر الشريان الرئيسي وتوجيهها باتجاه شرايين الدماغ.
العلاج السريع يحدّ من الآثار الجانبية
وأضاف العبد الوهاب، أنه يجري توجيه الأشعة السينية للمخ ومراقبة العملية بشكل دقيق، وبعد التمكن من الوصول إلى مكان الجلطة في الدماغ، يمكن إزالتها باستخدام أدوات خاصة تساعد على تفتيتها وإزالتها من الجزء المتضرر من الدماغ.
وبيّن أنه هذه العملية تجري تحت التخدير الموضعي أو العام، وتستغرق عادة بضع ساعات، ويؤدي هذا العلاج إلى تحسن كبير في الحالة الصحية للمريض، ويقلل من فرص تعرضه للإصابة بالشلل أو ضعف الحركة.
واعتبر أن الوقت المثالي لإزالة الجلطات الدماغية يعتمد على حجم الجلطة ومدة ظهور الأعراض، إذ يجب على المريض البحث عن العلاج في أسرع وقت ممكن للحدّ من الآثار الجانبية والتأثير السلبي في صحته.
السكتة الدماغية مرض مزمن
أوضح العبد الوهاب، أن السكتة الدماغية تُعد من الأمراض المزمنة والخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى إعاقة دائمة أو الوفاة في بعض الحالات، وتُعد إحدى أسباب الوفاة الرئيسية في المملكة العربية السعودية.
وأشار استشاري الأشعة التشخيصية والأشعة التداخلية العصبية، إلى تقرير صادر عن وزارة الصحة السعودية عام 2020، بيّن ارتفاع حالات السكتة الدماغية في المملكة إلى 40000 حالة سنويًا، مما يعادل قرابة 100 حالة يوميًا.
وتشير الإحصائيات إلى أن السكتة الدماغية تصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتتزايد فرص الإصابة بها مع التقدم في العمر وارتفاع ضغط الدم والسمنة والتدخين والإجهاد وقلة النشاط البدني.
حالات السكتة الدماغية في المملكة
يعتبر الارتفاع في عدد حالات السكتة الدماغية في المملكة العربية السعودية من المشكلات الصحية المهمة، إذ تتسبب في أضرار وعواقب صحية واقتصادية جسيمة، فيتعين على المرضى البقاء في المستشفيات عدة أيام وأحيانًا فترات أطول، مما يؤدي إلى تكاليف عالية وتأثيرات سلبية في الحياة اليومية والعائلية.
ويمثل الوعي الصحي والوقاية الفعالة من السكتة الدماغية أحد الأساليب الرئيسية للحد من انتشار هذا المرض،قك التوعية بالأساليب الوقائية والحفاظ على النمط الحياتي الصحي والتخفيض من عوامل الخطر هي الطريقة الأكثر فعالية للحد من الإصابة بالسكتة الدماغية.
طرق الوقاية من الجلطات الدماغية
تتمثل طرق الوقاية من الجلطات الدماغية في قياس ضغط الدم بصورة دورية، والتأكد من الحصول على العلاج في حال ارتفاع ضغط الدم تحت إشراف طبي، وإجراء تحليل السكر ومستوى الدهون في الدم بصفة دورية، وتناول العلاجات المناسبة تحت إشراف طبي، وفحص نبضات القلب والتأكد من عدم وجود ارتجاف أذيني وبخاصة لدى كبار السن، وتجنب التدخين والمنشطات والكحول، وممارسة الرياضة والمشي بصورة دورية، والمحافظة على وزن طبيعي.
من جانبها، قالت طبيبة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، الدكتورة نور المحيش، إن السكتة الدماغية هي نتيجة انقطاع مفاجئ للتروية الدماغية إما بجلطة (خثرة دموية) أو نزيف بالدماغ.
سر الـ4 ساعات في علاج الجلطات
وأضافت المحيش: ينتج عن الجلطات انقطاع الأكسجين عن أنسجة الدماغ المصابة ما يؤدي إلى فقدان الوظائف الحيوية في المنطقة المغذاة من الشريان المصاب، مشيرة إلى أن فترة 4 ساعات ونص هي الفترة الزمنية اللازمة للتدخل بدواء الـTpa المذيب للجلطات الدماغية الناتجة عن خثرة دموية، وفي حال كانت الجلطة في مكان حساس قريب من الشرايين أو حجمها كبير، أو تعدى المريض 4 ساعات ونصف لكنه مازال في نطاق الـ24 ومكان الجلطة يسمح بالتدخل، هنا يكمن دور القسطرة الدماغية باستخدام الأشعة التداخلية.
وأكدت المحيش، أن النتائج تكون جيدة جدًا في حال جرى التدخل في غضون 6 ساعات من الإصابة، ويمكن تمديد الوقت للعلاج باستخدام القسطرة الدماغية إلى 24 ساعة لكن يعتمد ذلك على نتائج الأشعة وحالة المريض.