مع اندلاع الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ عام 1945، باقتحام روسيا الأراضي الأوكرانية عسكريًا، واستمرار معاركهما لأكثر من عام في ظل تخوفات من التصعيد، يخشى حلف شمال الأطلسي ناتو الآن من وقوع اشتباك مباشر بينه وبين الروس.
ومن المقرر أن يضع الـناتو يوليو المقبل، خلال قمته في فيلنيوس، خطته التي توضح بالتفصيل كيف سيرد الحلف حال تعرض لهجوم روسي.
اشتباك محتمل
لا يستبعد وقوع اشتباك عسكري مباشر بين حلف الـناتو وروسيا، في وقت قريب، وهو ما قد يؤدي لنتائج كارثية حال حصوله، ويتوقعه قادة الحلف.
ففي مطلع ديسمبر 2022 أعرب رئيس الـناتو، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه من خروج القتال في أوكرانيا عن السيطرة وتطوره لحرب بين روسيا والحلف العسكري، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
وعلق على التوتر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا قائلًا: يمكن أن تسوء الأمور بشكل رهيب، ومن المحتمل أن تتحول إلى معركة شاملة تتطور إلى حرب كبرى بين الطرفين.
حرب عالمية وشيكة
إذا ما اشتبك الـناتو مع روسيا فإنها ستكون حربًا عالمية لا تذر، قد تستخدم فيها أعتى الأسلحة المدمرة، والتي تهدد البشرية.
وتنقل جلوبال تايمز عن خبراء عسكريين، زيادة خطر حدوث حرب عالمية ثالثة، مع استعداد الطرفين للدخول في مواجهة مباشرة.
وفي مقابلة مع قناة آر تي بي التلفزيونية البرتغالية، قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي روب باور إن، مطلع هذا العام، إن الكتلة التي تقودها الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة مباشرة مع روسيا.
كما أكد على استعداد الـناتو لتلك المواجهة، لكنه شدد أيضًا على الشرط المسبق لحدوث مثل هذا السيناريو الخطير، قائلًا إن الناتو لن يرد إلا إذا تجاوزت روسيا الخط الأحمر بغزو إحدى الدول الأعضاء في الحلف.
ذات الموقف تتخذه روسيا، ويظهر في تصريحات رئيسها، فلاديمير بوتين، في منتصف أكتوبر من العام الماضي، حين قال في مؤتمر صحفي بكازاخستان، إن أي اشتباك بين ناتو وروسيا سيؤدي حتمًا لكارثة عالمية، مع التأكيد أن بلاده لن تكون المُبادره لتلك الخطوة الخطيرة.
تجنب الاشتباك
مع علم روسيا والـناتو بما يمكن أن يجره عليهما الاشتباك المباشر، فإنهما يحاولان تجنب حدوثه قدر الإمكان.
وبحسب ما تنقله شبكة سي إن إن عن السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا، جون هيربست، فإن موسكو تخشى الدخول في مواجهة لن تنجو منها، لذلك فمن غير المتوقع أن تقوم بهجوم مباشر على الـناتو إلا إن بدأ الحلف في توجيه ضربات ضدها.
ويقرر الخبير الأمني والسياسي، البريطاني، مالكولم تشالمرز أن أحد الأهداف القليلة التي تشترك فيها القيادة الروسية والأمريكية في الوقت الحالي هو الرغبة في تجنب الصراع المباشر بين القوتين.