حذيفة القرشي - جدة

أشاد مختصون ومحللون سياسيون عرب، في حديثهم لـاليوم، بنجاح المملكة العربية السعودية في رئاسة أهم القمم العربية قمة جدة، ودورها المحوري طوال الفترة الماضية، في التعاون لحل كافة الأزمات العربية وساهمت في التعاون مع العديد من الملفات العربية.

وأكدوا أن قمة جدة وضعت خارطة عربية موحدة لتحقيق السلام، وكانت فرصة لتوحيد الجهود العربية في كافة المسارات بما يحقق التطلعات شعوب المنطقة، موضحين أن إعلان جدة تضمن الكثير من الملفات التي كانت حاضرة ومنها: القضية الفلسطينية، ومستجدات الملف السوداني، والأزمة اليمنية، والعديد من الملفات الأمنية، ورفض التدخلات الأجنبية في الدول العربية، بالإضافة إلى الملفات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، بجانب التعاون العربي الموحد لمكافحة المخدرات والإرهاب.

عوامل نجاح قمة جدة

بيّن مستشار الرئيس الصومالي في الشؤون الإسلامية علي محمود حسن وجيز، أن توقيت القمة الاستثنائي الذي يشهد الكثير من العواصف السياسية التي يمر بها العالم، والصراعات الدولية، يتطلب التحام الصف العربي ووقوفه جنبًا إلى جنب أمام مصير موحد ورسم سياسة موحدة، مؤكدا أن المملكة تمتلك القدرة على توحيد خارطة عربية لتحقيق السلام، ومجابهة التحديات، لافتا إلى أن قمة جدة كانت فرصة لتوحيد الجهود والتماسك لمعالجة كافة القضايا العربية.

وأكد وجيز، أن نجاح المملكة في رئاسة أهم القمم العربية والاستثنائية استناد لـ3 عوامل تتمثل في: تميز القمم التي تستضيفها المملكة العربية السعودية على مر التاريخ العربي والإسلامي، وعادةً تتصف بأنها قمم مثمرة وتصدر عنها قرارات فعالة ويتم متابعتها بوزنها وثقلها السياسي العالمي والإقليمي، ثانيًا الحضور المكتمل والذي يجسد مكانة المملكة العربية السعودية لدى العرب والشعوب العربية، ثالثاً: تتميز المملكة دائمًا بمواقفها والتزاماتها وسرعة تلبيتها لنداءات إخوانها العرب في كل مكان، وكان أخرها استضافتها للأخوة في السودان حتى يتجاوز ظروفه، وجهودها اتجاه اليمن، وتحملها لإنقاذ المجتمع اليمني، واحباط المؤامرات التي كانت تحاك ضد المملكة.

وأشار إلى قرب المملكة من الدول العربية حكومة وشعبًا، وهو أمر لمسته كل الدول ومن بينها الصومال والتي شهدنا تعاونًا لا مثيل له في إنقاذ الصومال منذ سقوط الحكومة العسكرية.

مستشار الرئيس الصومالي في الشؤون الإسلامية علي محمود حسن وجيز - اليوم

دور عظيم للمملكة

قال الكاتب السياسي أحمد ناشر، إن المملكة العربية السعودية بذلت جهدًا كبيرًا لحل أزمة السودان وسعت لتخفيف معاناة السودانيين في أماكن الصراع.

وأضاف: كما فتحت المملكة صفحات شراكة اقتصادية وتبادل التعاون وأعادت التعاون مع دول العالم سواء في إفريقيا وآسيا والكاريبي، من خلال الدبلوماسية الناجحة للوزير فيصل الفرحان وزير خارجية المملكة.

المملكة قلب العالم الإسلامي

أوضح ناشر، أن المملكة العربية السعودية هي قلب العالم الإسلامي وتعمل دائما لما فيه خير الأمة، وقد عبر المشاركين عن سعادتهم بجهود ودور المملكة، وهذه خطوة إيجابية تحمل بشائر طيبة.

الكاتب السياسي أحمد ناشر - اليوم

وأردف: انعقاد القمة العربية في ظروف صعبة في ظل النزاعات والمخاطر التي تهدد استقرار المنطقة يجعل منها أهم القمم العالمية في الوقت الراهن، إذ ناقشت القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في السودان، والوضع في اليمن، والملف الليبي، والتحديات اللبنانية، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب ومحاربة المخدرات والجرائم، وركزت على ملف الأمن الغذائي، وناقشت الملف الاقتصادي وتأثره بالحرب الروسية الأوكرانية، ومن هذا المنطلق تبنت المملكة دور عظيم لجمع تلك التحديات، ووضع آلية لإحلال السلام في المنطقة.

جمع الشمل العربي

وأشار ناشر، إلى أن حكومة المملكة العربية السعودية بادرت لجمع الشمل بما يوقف الخلل، وبدأت بالصلح مع ايران لوقف النزيف، وبعدها جمعت الأطراف السودانية في جدة.

وأكمل: تعمل المملكة أيضًا على حماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، ودائما تدافع عن حق الشعب الفلسطيني، سائلاً الله ان يوفق خادم الحرمين وولي عهده في جمع شمل وحدة الشعوب العربية واستقرارها.

سلسلة مترابطة

من جانبه، أوضح المحلل العماني خلفان الطوقي، أن الملفات التي ناقشتها قمة جدة ستعمل على إيجاد طريق عربي موحد لتجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية والتنموية التي تشهدها المنطقة العربية.

المحلل العماني خلفان الطوقي - اليوم

وأشاد بعودة جمهورية سوريا إلى الجامعة العربية مرة آخرى، والتقارب الخليجي الإيراني، ودعم المملكة للملف السوداني لمنع الانزلاق حول حرب أهلية، وغيرها من الملفات الهامة التي تبذل فيها المملكة جهودًا مثل القضية الفلسطينية، وأزمة اليمن، والأزمة اللبنانية وغيرها، أما الملف الاقتصادي والتنموي والاجتماعي فهو من أهم الملفات التي تعمل عليها المملكة لتعزيز التجارة البينية العربية.

واعتبر الطوقي، أن المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي تجمع العرب هي سلسلة مترابطة لا يمكن نجاح واحدة دون الأخرى، حتى تؤتي بثمار وعوائد لرفع مستوى أمن ورفاهية المواطن العربي.

وأكد أن قمة جدة في غاية الأهمية كون المملكة سعت طوال الفترة الماضية، في التعاون لحل كافة الأزمات العربية، وساهمت في التعاون مع العديد من الملفات العربية، وتقوم بدور محوري على الخارطة العربية لتلبية احتياجات الشعوب المتضررة.

قمة جدة.. مرحلة جديدة

قال الباحث في الاقتصاد السياسي العالمي عادل الذروي، إن الصعوبات والتحديات والصراعات التي تحيط بالدول العربية أذابتها المملكة من خلال جهودها الدبلوماسية الكبيرة قبل وخلال انعقاد القمة، إذ أوضحت القمة أهم المسؤوليات أمام القادة، والإمكانيات التي تتمتع بها الدول للنهوض والانطلاق لمرحلة جديدة من التنمية تعزز التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة، للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وتعزيز المصالح العربية، خاصةً في ظل المتغيرات المتلاحقة والأزمات المتصاعدة على المستويين الدولي والإقليمي.

الباحث في الاقتصاد السياسي العالمي عادل الذروي - اليوم

وأكد الذروي، أهمية الملف الاقتصادي وحضوره في القمة بشكل بارز، وضرورة وجود تكتل عربي اقتصادي ينافس جميع التكتلات الموجودة ويحقق التنمية والاستقرار الاقتصادي لتلك الدول، كما برز ملف مكافحة المخدرات بشكل كبير خلال القمة، ما يعطي مؤشرات جيدة للتعاون العربي لإنقاذ الشباب العربي والالتفات إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.