سالم اليامي يكتب:@salemalyami

قد يستغرب بعض السادة، والسيدات القراء عدم ورود اسم الفول في العنوان بجانب كلمة التميس، وذلك لأن الفول والتميس أصبحا كلمتين متلازمتين، فما أن يذكر أحدهما إلا ويثير في ذهن السامع الكلمة الأخرى، بالإضافة إلى ما ذكرت هناك ارتباط لدى الناس، أو أغلبهم بين الفول والتميس إن لم يك بالذكر، والذكرى فبالعلاقة بالبطون والأكل. بدأت بالحديث عن الفول لأنني عدت بالذاكرة إلى سنوات طويلة خلت في مدينة جدة حيث درست في تلك المدينة الرائعة المرحلة الجامعية بعد أن خبرت الحياة في المنطقتين الشرقية، والجنوبية. في جدة أشياء كثيرة مميزة ربما إلى اليوم، من أوجه التميز في فترة الدراسة الجامعية الحصول على صحن فول محوج أو محبش أي مترع بالزيت والسلطة والبهارات التي يطغى فيها الكمون. كان هناك أكثر من محل للفول في مناطق مختلفة من المدينة، لكن أهل جدة في تلك الفترة يكاد من يراقبهم يجزم أنهم يجمعون على أن أحد الأسماء لمحلات الفول هو الأميز والأكثر شهرة فما أن يذكر اسم ذلك المحل الذي لا يبيع غير الفول والتميس ولا يفتح إلا ساعات معدودة من بعد صلاة الفجر إلى الضحى، وفي فترة ثانية مسائية تبدأ بعد صلاة المغرب إلى بعد صلاة العشاء، ومن يتأخر بعض الشيء بعد صلاة العشاء قد لا يجد شيئا يشتريه، فجرات الفول تفرغ بسرعة والزبائن حاضرون دائما لذلك فهمت لماذا يسمى ذلك المحل بإمبراطور الفول، في جدة وربما في مدن سعودية أخرى لدينا إمبراطور في كل شيء تقريبا، فهناك إمبراطور الشاورما، وإمبراطور لحمة الرأس، وإمبراطور في الغناء، وآخر في كرة القدم إلى آخره. أعتقد أن الألقاب والمسميات الحصرية للمحلات، والأشخاص، هبات يمنحها الله لزيادة رزق أحدهم، أو لتسهيل حياة آخر. والناس ربما مولعة بإطلاق مثل هذه الألقاب والمسميات حتى بات كل فن، أو حرفة، أو مهارة فيها إمبراطور لا يعرف من الذي توجه، وأنعم عليه بلقب قد لا يستحقه. أعود للفول والتميس وأتذكر أننا حين كنا رفاقي وأنا في المرحلة الجامعية كنا نستيقظ قبل صلاة الفجر في أيام الامتحانات ونصلي في أقرب مسجد لمحل الفول الذي يقول أهل جدة كلهم تقريبا إنه الإمبراطور ونحصل على صحون الفول المعدنية الصغيرة الخالية من أي زخرفة أو نقش نظرا لقدمها وفي صحن بلاستيكي على شكل سلة نحصل على نصف رغيف تميس وبمجرد أن ننهيها نذهب لأداء الامتحان.