د. خالد الدندني

إذا كنا نتحدث عن التحولات الجوهرية التي تشهدها المملكة اليوم، فلابد من الوقوف على دور الابتعاث في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويين المؤسسي والفردي، إذ يسهم هذا المشروع التنموي الكبير في تشكيل وبناء الإنسان وتطور الفكر البشري لصالح عمليات التنمية والتطوير، وعلى مدى عقود طويلة أسهمت مخرجات الابتعاث في تنمية وتطوير خطط المملكة وأهدافها الإستراتيجية في القطاعين الحكومي والخاص، وذلك بالاستفادة من التجارب والخبرات الدولية.

تركز الدول المتقدمة كثيرا على عملية الاستثمار في الإنسان من خلال تأهيله وصقل مهاراته وإعداده للمستقبل كعنصر فاعل وحيوي لتحقيق أهدافها الإستراتيجية والاقتصادية، ونحن في المملكة ليس بمعزل عن هذا الفكر المتقدم، إذ تؤمن حكومة المملكة منذ عقود طويلة بهذا الفكر، ومن هذه النماذج برامج الابتعاث الخارجي التي تحظى بدعم كبير، وعلى مدى سنوات عديدة، وذلك إيمانا بالدور المهم الذي تسهم به مخرجات الابتعاث في تحقيق مسيرة التنمية والتقدم وصولا للمنافسة الدولية ولعب دور مهم ننافس به دول العالم في العديد من التخصصات العلمية.

ومع التحديات الراهنة والتجديدات المعرفية والتقنية ومتغيرات سوق العمل، استجابت حكومة المملكة متمثلة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وبرنامج تنمية القدرات البشرية لهذه الحاجات والتحولات، حيث أصبحت برامج الابتعاث اليوم أكثر نوعية ومواءمة مع احتياجات المرحلة ومتطلبات سوق العمل.

كما أن الابتعاث في فلسفته العامة لم يقتصر في إيجابياته فقط على الحاجات المعرفية والجوانب العلمية- وإن كان هذا هو الهدف الأسمى لهذا المشروع التنموي- فمن أشكال الابتعاث: تطور الفكر الإنساني والانفتاح الثقافي على الشعوب الأخرى والاعتدال وتقبل الآخر، ما ينعكس على سلامة تفكير الإنسان.

@k_dandani