أكد مختصون، أن الالتهابات الفيروسية التي قد تؤدي إلى جوائح موجودة منذ القدم، لافتين إلى أن التطور في التكنولوجيا أدى إلى زيادة وعي الناس عن مدى انتشارها وخطورتها.
وأوضحوا في تصريحات خاصة لـاليوم، أن إمكانية حدوث جائحة وارد وغير مستغرب لعدة أسباب، منها سرعة التنقل بين الدول، وتداخل الحياة البرية مع المدينية.
تحذير منظمة الصحة
قال الباحث في علم الفيروسات والأكاديمي بجامعة جازان، د. عبد الله القيسي، إن تحذير منظمة الصحة العالمية ليس بجديد وربما جرى فهمه بشكل خاطئ منذ عام 2005 بعد تفشي فيروس سارس الأول عالميا في 2003، إذ أعلنت المنظمة عن سياسات وقوانين يجب على الدول تنفيذها لتخفيف آثار تفشي الأمراض والأوبئة، لكن لم تلتزم بعض الدول باللوائح والسياسات.
وأضاف القيسي، أنه من خلال ما نعرفه عن الفيروسات ونشأتها نتوقع أن تظهر فيروسات جديدة، والبعض منها قد يتسبب بجوائح، مشددا على أن تحذير منظمة الصحة يهدف لحث الدول على تطوير منظومة الاستعداد والتقصي والابلاغ السريع ومشاركة المعلومات.
وأوضح الباحث في علم الفيروسات والأكاديمي بجامعة جازان، إن عدد من الفيروسات التي تنتشر في الحيوانات قد تتحور وتصبح قادرة على الانتقال للبشر، مشددا على أن الخطر مستمر واحتمالية حدوث وباء قائمة، وأفضل وسيلة للتصدي هي الاستعداد المتواصل والمبكر.
انتقال العدوى
قالت المتخصصة في الوبائيات وجودة الرعاية الصحية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، د. أروى العمران، إن بعض الأشخاص لديهم وساوس غير مبررة من معلومات متداولة في منصات التواصل، ناصحة بعدم التشدد في ما يتعلق بالحرص من انتقال العدوى، كون هذا النوع من الفيروسات تولد مناعة في أجسام الأطفال.
وأضافت العمران، أن انتشار الفيروسات ليس الخطر بعينه، لكن مدى قوة الفيروس هو ما يجب الحذر منه، لأنه أحيانا يكون سريع الانتشار وتأثيره خفيف، ولا يشكل جائحة على المجتمع، بينما هناك فيروسات تؤدي إلى مخاطر وخيمة، كما كان مع بداية انتشار كورونا.
دروس جائحة كورونا
قال استشاري الباطنة والأمراض المعدية، رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط، د. علي الشهري، إنه يجب أن نكون قد أخذنا دروساً من جائحة كورونا، لنستعد على جميع المستويات لمواجهة الجوائح قبل حصولها أو السيطرة عليها سريعاً، مع التنويه إلى أن ذلك ليس مدعاة للقلق لأنه من الصعب التنبؤ بنوع أو وقت جائحة معينة.
جائحة كل 100 عام
قال وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، استشاري الأمراض المعدية، د. عبد الله عسيري، إن الإنسان محاط بأعداد كبيرة جداً من الكائنات وأغلبها فيروسات وقد تتسبب في أمراض معدية تتطور إلى أوبئة، لكنه من النادر أن تتحول إلى جوائح مثل كوفيد، التي قد تحصل مرة أو مرتين كل 100 عام.
وأضاف أنه من الملاحظ خلال العقود القليلة السابقة تزايد أعداد الفيروسات والأمراض التي قد تتحول إلى جوائح، ما يضع العالم أمام مسؤولية بالاستعداد لما قد يحصل، ولا يمكن التنبؤ بمعرفة متى يحصل ذلك أو شدته وتوقيته ومكانه.