«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»..
رسالة التسامح والسلام ومكارم الأخلاق التي حملها الرسول «صلى الله عليه وسلم» للأمة الإسلامية.
هي اليوم رسالة يحملها مركز الحوار الوطني السعودي الذي يلعب دورا هاما في تعزيز اللحمة الوطنية والمساهمة في تحقيق الوحدة والتعايش السلمي بين جميع شرائح المجتمع المختلفة من خلال تعميق الانتماء الوطني وتفعيل دور المواطن في بناء وطنه وتقوية الروابط بين أطياف المجتمع.
كما أن المواطنة ليست مجرد مسؤولية وعطاء بل هي رسالة وشعور بالواجب والالتزام وتعتبر المواطنة لبنة حية في بناء المجتمع من خلال التركيز على التربية الدينية والاجتماعية والتعليمية وتحفيز المواطنين على أداء دورهم الأصيل في خدمة وطنهم ومجتمعهم.
والمملكة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - غفر الله له وطيب الله ثراه - ودستورها كتاب الله وسنة رسوله وإقامة مبادئ الدين الإسلامي السمح الذي يكفل للمواطن والمقيم المعيشة الكريمة متمسكين بالوسطية والاعتدال والمحافظة على القيم والثوابت.
واليوم (مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني) يقوم بدور هام وعظيم في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتلاحم الوطني منذ أن تم تأسيسه عام 1424 هـ وهو يعمل على هذا الدستور الوسطي الجميل والذي جعل من أهم أهدافه تعزيز التلاحم الوطني السعودي وحماية النسيج المجتمعي ونشر ثقافة الحوار بين أطياف المجتمع وتعزيز فكرة التعايش والتسامح والاعتدال الذي هو في الأساس مبني على ديننا الإسلامي الوسطي الذي يدعو إلى التسامح والعفو والمعاملة الحسنة.
ويحمل مركز الحوار الوطني على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه ترسيخ ثقافة الحوار ونشره بين أفراد المجتمع من خلال برامج ومبادرات وندوات ودورات تدريبية ولقاءات حوارية دورية للحفاظ على وحدة الشعب واللحمة الوطنية وتعزيز الحوار ومناقشة القضايا الوطنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري.
وتأتي ثقافة التسامح من أسمى وأنبل الصفات الإنسانية التي تدل على الأخلاق العظيمة حيث إن العفو قمة الفضل ومسامحة الآخرين ليست ضعفا بل هي قوة ورقي أخلاقي كما أظهرت الدراسات والبحوث أن نسبة 82.2% من «السعوديين» متسامحون مع المختلفين معهم دينيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا (حسب وكالة الأنباء السعودية) ويهدف المؤشر الذي أجري اعتماده على البحوث العلمية والدراسات الميدانية التي أجراها المركز إلى الوقوف على مستوى التسامح في المملكة وتعزيز ونشر قيمه بين المواطنين ويعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه المملكة للقضايا التي تمس التسامح والإخاء والتعايش.