تعيش المملكة العربية السعودية -ولله الحمد- نهضة تنموية كبرى، ورؤية وطنية طَمُوحًا، وإصلاحات اقتصادية ومالية، أثبتت للعالم أجمع أهميتها وحيويتها؛ وهي الإصلاحات التي تبرهن لغة الأرقام اليوم، أنها جنبت اقتصادنا الوطني الكثير من التداعيات السلبية للأزمات التي شهدها العالم أجمع خلال السنوات القليلة الماضية، بدءًا من جائحة كورونا وتداعياتها، ووصولًا إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، وتشديد السياسات النقدية لدى الكثير من دول العالم.
هذا التميز يواكبه في الوقت نفسه حضور لافت لإعلامنا، والذي يعتبر الذراع الأهم على صعيد إبراز النجاحات، فيما ينفرد الإعلام الاقتصادي بخصائص أعمق على مستوى الشرح، والتفسير، والتحليل... وصولًا إلى عرض المعلومات بدقة عالية وجودة لا حدود لها، بما ينسجم مع النجاحات الكبرى التي تحققها المملكة؛ وهي النجاحات التي تبرهنها لغة الأرقام، والتقارير الدولية الصادرة عن وكالات التصنيف العالمية.
ولأهمية الإعلام الاقتصادي ودوره وأدواته وأساليبه، يعكف نادي الإعلام الاقتصادي في الغرفة التجارية بمدينة الرياض، على وضع لمساته النهائية لإطلاق النسخة الثانية من ملتقى الإعلام الاقتصادي، وهو الملتقى الذي من المنتظر أن يناقش عدة محاور مهمة، يتطلع لها العاملون في هذا المجال الحيوي.
ومن هنا تجدر أهمية تكثيف ورش العمل التي تتناول تطوير الأداء المهني في الإعلام الاقتصادي، نحو تمكين مزيد من الكوادر البشرية المتميزة التي تستطيع الإيفاء بمتطلبات هذا المجال الحيوي، والذي عشت من خلاله الممارسة المهنية، والأبحاث العلمية... إلا أنه لم أشعر يومًا أنني اكتفيت من المعرفة... بل أشعر أنني في كل يوم بحاجة إلى أن أتعلم شيئًا جديدًا أو أن أكتب شيئًا جديدًا.
شخصيًا مارست العمل الصحفي في المجال الاقتصادي لسنوات طويلة جدًا، تعلمت من خلالها أن الاقتصاد لغته الأرقام، وأن الشرح يكشف الأبعاد، وأن التحليل يُظهر الصورة الحقيقية لكل رقم أو قرار، وأن التفسير يختصر المسافات... إلا أنه وعلى الرغم من كل هذه المعرفة يتطلب الإعلام الاقتصادي قدرة كبيرة على مواصلة الحضور والقراءات، لأن الاقتصاد لغة العالم التي تشهد كل يوم تطورًا جديدًا وحدثًا يستحق الكتابة والفهم والاستيعاب.
أحيي الزملاء في نادي الإعلام الاقتصادي على رغبتهم الجادة في المساهمة في تطوير الأداء المهني، وإبراز النجاحات، والوقوف على التحديات... ومن هنا تبرز أهمية هذا الدور وحيويته، خصوصًا أننا نعيش -ولله الحمد- إعلامًا سعوديًا قويًا وحيويًا تنمو فيه النجاحات، وتكبر معه الطموحات.
ختاماً... تحية تقدير للزملاء جميعًا الممارسين لمهنة الإعلام... وتحية خاصة للزملاء في مجال الإعلام الاقتصادي... متأملًا أن ينجح نادي الإعلام الاقتصادي في غرفة الرياض التجارية في تحقيق مستهدفاته، بما يواكب رؤية هذا الوطن العظيم رؤية 2030.
@shujaa_albogmi