@Fahad_otaishفهد الخالدي

هذه العبارة لا يكاد يمر يوم إلا وتتردد خلال وسائل الإعلام العربية والعالمية، وعلى لسان الكثير من الخبراء والأكاديميين والسياسيين في كافة المجالات وفي الكثير من دول العالم شرقاً وغرباً. فلطالما قرأنا وسمعنا تصريحات ومقالات تتضمن هذا المعنى، سواء عن التقدم في تعزيز المكانة الدولية للمملكة في المحافل والمنظمات السياسية والمؤتمرات واللجان الدولية، سواء في منظمة الأمم المتحدة أو الوكالات الدولية التابعة لها، أو في المنظمات الإقليمية والوساطات الناجحة في النزاعات أو في المجالات الاقتصادية وقراراتها المؤثرة في المجال الاقتصادي من خلال منظمة أوبك وأوبك بلس، وكذلك عضويتها في مجموعة العشرين، أو ما يتم على الصعيد المحلي من الإنجازات الاقتصادية بإطلاق المشروعات الكبرى العملاقة مثل مشاريع نيوم والبحر الأحمر والقدية والمدن الاقتصادية، أو تحديث الأنظمة الاقتصادية بما يساهم في تعزيز الاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والمقار الإقليمية للشركات الكبرى. وكذلك مشاريع تنشيط السياحة وإتاحة العديد من أنواع التأشيرات لمواطني الدول الأخرى لزيارة المملكة، مما ظهر بوضوح في أعداد الزوار الذين لم يعُد مقتصراً على الحجاج والمعتمرين فقط، بل أدى إلى ما أشار إليه مجلس الوزراء في أحد اجتماعاته مؤخرًا، من تقدّم المملكة في مؤشري منظمة السياحة العالمية لعدد السياح الدوليين وإيرادات السياحة الدولية خلال عام 2022، وذلك نتيجة لما توليه الدولة من اهتمام بتعزيز هذا القطاع وتطويره وزيادة مساهمته في الناتج المحلي، وهو ما يجيء في مقدمة مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومن المؤشرات على ذلك تقدم المملكة 12 مركزاً في ترتيب الدول الأكثر استقبالاً للسياح عام 2022، بحيث احتلت المركز الثالث عشر عالمياً. فيما احتلت عام 2019 المركز الخامس والعشرين، فقد وصل عدد السياح الدوليين خلال عام 2020 حوالي سبعة عشر مليوناً. كما احتلت في نفس العام المركز الحادي عشر في مؤشرات إيرادات السياحة الدولية بعد أن كانت تحتل المركز السابع والعشرين عام 2019، وذلك وفق تقارير صادرة عن منظمة السياحة العالمية. فيما وصل عدد السياح الدوليين خلال الربع الأول للعام الحالي 2023 حوالي ثمانية ملايين سائح لجميع الأغراض، وهو أعلى معدل ربع سنوي تصل إليه المملكة تاريخياً، وبنسبة نمو تصل إلى 65% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، وبذلك فإن المملكة تكون قد جاءت في المركز الثاني في قائمة الدول الأكثر نمواً في هذا المجال على مستوى العالم كله.. ولعل هذه الأرقام عن التقدم في مجال واحد من المجالات الاقتصادية الرئيسة، والتي شهدت قفزة نوعية ورقمية، وما زالت تتزايد كل يوم هي مؤشر على ما يتم تحقيقه من إنجازات في كافة المجالات الأخرى -بإذن الله-، مما يبشر بالوصول إلى مستهدفات الرؤية، بل وتحقيق أكثر هذه المستهدفات في مدة زمنية أقل مما كان متوقعاً، ليتم الانطلاق بعدها إلى ما بشَّر به سمو ولي العهد -يحفظه الله- من رؤى متتابعة بعد ذلك 3040 و4050 وما بعدهما بإذن الله وتوفيقه، والحمد لله رب العالمين.