وليد الأحمد يكتب:@woahmed1

البحث عن الأخبار على محركات البحث ومواقع الإعلام الاجتماعي الـ «سوشيال ميديا» يشبه أعمال السباكة المنزلية. فإذا نجح رب المنزل في عمل تمديدات موثوقة سيحصل الساكنون على مياه صالحة للشرب، وبالعكس قد تتسرب إليهم مياه المجاري وتتسبب لهم في الكثير من الضرر إذا كانت أعمال السباكة والتمديدات رديئة.

هذا التشبيه جاء على لسان بول ديجان، الرئيس والمدير التنفيذي لـ News Media Canada، وهي الجهة الممثلة لـ 560 مؤسسة صحافية وناشرا في جميع أنحاء كندا، وذلك في معرض دفاعه عن «قانون الأخبار عبر الإنترنت» Online Media Act، الذي شق طريقه عبر برلمان أوتاوا وبات على بُعد أسابيع قليلة من أن يصبح قانونا نافذا يلزم شركات التقنية العملاقة مثل جوجل وفيسبوك بالتفاوض مع المؤسسات الصحافية المحلية لدفع ثمن مادي مجز مقابل تداول الأخبار على محركات البحث ومواقع التواصل التابعة للشركتين الأمريكيتين.

«قانون الأخبار عبر الإنترنت» يأتي بعد نحو عامين من إقرار السلطات في أستراليا «ميثاق الأخبار التفاوضي» الذي جنت منه مؤسسات الإعلام المحلية أكثر من 200 مليون دولار في العام الأول من تطبيقه. وكلا النظامين يحتوي على تهديد باللجوء للتحكيم في العرض النهائي إذا تعذر إبرام الصفقات بين الشركات الإخبارية المحلية وشركات التقنية الأجنبية.

ومع ذلك يبدو أن مشروع القانون الكندي سيكون أكثر شفافية عن نظيره الأسترالي، من خلال نشر تقرير سنوي يحتوي على تفاصيل مالية إضافية، قال عنها ديجان إن الناشرين الكنديين يريدون أيضًا التأكد من أن المؤسسات الإخبارية من جميع الأحجام يتم التعامل معها بإنصاف وليس فقط مع كبار الناشرين.

ورأيي أن الحالة الكندية تعيد تأكيد الحقيقة التي نذكرها دائمًا بأن وسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلًا عن المؤسسات الصحافية، لذا فإن المشرع لسوق الإعلام والإعلان يمكنه دائمًا عمل الكثير لما فيه مصلحة جميع الأطراف. فالحصول على معلومات موثوقة على المنصات الرقمية الاجتماعية أفضل لنشاطها، فضلًا عن حاجة المجتمعات للخبر الصحيح ومحاصرة الشائعات والأخبار المضللة.