قالت مصادر تجارية ومحللون لـوكالة ستاندرد آند بورز جلوبال خلال يونيو الجاري، إنه من غير المرجح أن يتقلص المعروض النفطي في آسيا بعد تخفيضات الإنتاج التي أعلن عنها تحالف أوبك+ بقيادة المملكة العربية السعودية.
ومن المتوقع أن يؤدي نمو الطلب المعتدل في ضوء الاضطرابات الاقتصادية وتوقعات الإنتاج خارج كتلة أوبك إلى النأي بدول آسيا بعيداً عن مخاوف توافر السلعة الإستراتيجية حتى الآن.
وقال المحللون والمصادر التجارية المطلعة لـستاندردآند بورز، في الموضوع الذي ترجمت اليوم أبرز ما جاء فيه: لا يتوقع كبار عملاء النفط الآسيويين المستوردين من دول الشرق الأوسط، انخفاضًا لحظيًا في المخصصات النفطية التي يشترونها بشكل مستمر، إلا أن ما قد يكون مقلقًا لبعضهم، مثل كوريا الجنوبية واليابان، هو ما يتمثل في احتمالات ارتفاع الأسعار، في ضوء ابتعادهم عن استيراد النفط الرخيص من روسيا، كما أنهم يجددون ثقتهم باستمرار في إمدادات الشرق الأوسط، ولا سيما السعودية منها.
قال جيم بوركهارد، نائب الرئيس ورئيس قسم الأبحاث لأسواق النفط والطاقة في مؤسسة ستاندرد آند بورز جلوبال كوميديتي إنسايتس: يواجه سوق النفط رياحًا معاكسة من إعادة فتح الاقتصاد الصيني غير المتكافئ، والمشكلات المصرفية الأمريكية، وأسعار الفائدة المرتفعة، والنمو القوي في إنتاج النفط خارج أوبك بلس، بما في ذلك من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج وغيانا.
وأضاف بوركهارد: من حيث الطلب العالمي على النفط، ومعدلات العرض، من المرجح أن يؤدي الخفض إلى تضييق مجال العرض المتوقع سابقًا في الربع الثالث من هذا العام 2023.
في هذا السياق، سبق وقالت السعودية، إنها ستخفض إنتاجها من النفط الخام بمقدار مليون برميل إضافي في اليوم على الأقل في يوليو، بالإضافة إلى تخفيضات الإنتاج الحالية، في إطار أحدث محاولة للمملكة لدعم الأسواق ورفع المعنويات التجارية.
ارتفعت العقود المستقبلية للنفط الخام في التعاملات الآسيوية بتاريخ 5 يونيو بعد الاجتماع الأخير لأعضاء تحالف أوبك+. كما صعدت العقود المستقبلية لخام برنت تسليم أغسطس بمقدار 80 سنتًا، أو1.05% مقارنة بالإغلاق السابق، لتصل بذلك إلى 76.93 دولارًا للبرميل. وارتفعت عقود الخام لشهر يوليو في بورصة نيويورك بنسبة 83. سنت، أو 1.16٪ ، إلى 72.57 دولار.
ومع اتفاق أعضاء أوبك+ على الإبقاء على قيود الإمداد الحالية حتى نهاية عام 2024، تعمقت التخفيضات الإجمالية للحصص في التحالف إلى 4.7 مليون برميل في اليوم لشهر يوليو بحوالي 5٪ من الطاقة العالمية.
في ظل ذلك، قال مصدر مطلع في سوق النفط :أن المعروض الأمريكي إلى آسيا لأجل يوليو لايزال جيداً، حيث أن تخفيضات الإنتاج تعد مصدر قلق من وجهة نظر الأسعار، لكن التدفقات من قبل الموردين الآخرين آخذة في الازدياد. كما ظلت مبيعات الخام الأمريكية إلى آسيا جيدة في الجزء الأول من العام. وهذا من شأنه أن يخفف من بعض مخاوف الإمدادات.
وارتفعت صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام 1.5 مليون برميل في اليوم على أساس سنوي لتسجل أعلى مستوى شهري قدره 4.8 مليون برميل في اليوم في مارس.
شكلت آسيا 43.6٪ من صادرات الخام الأمريكية في مارس، انخفاضًا من 44.5٪ في فبراير، لكنها ارتفعت عن 43٪ قبل عام. أظهرت بيانات ستاندرد آند بورز جلوبال أن الصين كانت الوجهة الأولى للخام الأمريكي في مارس، بمتوسط 1.0 مليون برميل في اليوم.
وفي كوريا الجنوبية، قالت شركتان رئيسيتان للتكرير إنهما لا تتوقعان أي تخفيضات أو تعديلات على مخصصات النفط الخام للبراميل القادمة من السعودية في يوليو، لأن شركة أرامكو السعودية عادة ما تعطي الأولوية لعملائها الآسيويين الكبار.
وقال مدير المواد الأولية في إحدى مصافي التكرير الكورية الجنوبية الكبرى: حتى الآن، لم يتم إخطارنا بأي تغييرات في عمليات رفع النفط السعودي لشهر يوليو.
أضاف المصدر: خفض الإنتاج الإضافي لشركة أرامكو السعودية بمقدار مليون برميل في اليوم لشهر يوليو لن يغير بالضرورة الإمدادات الفعلية للمشترين الرئيسيين الآخرين، على الأقل في جميع أنحاء شرق آسيا.
كذلك، صرح عملاء وتجار نفط في شركات تكرير يابانية وصينية أيضًا لستاندرد آند بورز جلوبال أنه من غير المرجح أن تخفض أرامكو أحجام التعاقدات لشهر يوليو.
وذكر مصدر في شركة تكرير تايلاندية حكومية، إنه من المتوقع أن يظل تداول النفط السعودي في تايلاند لشهر يوليو وما بعده مستقرًا لأن أرامكو لديها التزامات إمداد قوية للعملاء الآسيويين.
واختتم: لا يعني خفض الإنتاج الإضافي أن أرامكو ستوفر كميات أقل للعملاء الآسيويين، حيث تحرص الشركة السعودية العملاقة على استدامة الروابط التجارية مع هؤلاء العملاء.