د. محمد العرب

رونالدو نصراوي، وبنزيمه اتحادي، ويبدو أن هنالك المزيد من الأسماء الجديدة في الطريق للدوري السعودي، لحظة من فضلك.. هذا ليس استهلالًا لمقال رياضي، إنه استهلال لرصد حالة من السعار والهياج اللفظي في مواقع التواصل الاجتماعي ضد مقدمهما إلى السعودية، لكن هل ارتكب رونالدو وبنزيمة خطأ ما...؟ بالتأكيد لا!!

لكن مقدمهما والهالة الإعلامية الكبيرة التي عصفت بإعلام الكوكب جعلا الحاقدين والحاسدين يخرجون أسوأ ما لديهم، لكن لماذا...؟

أعتقد أن السبب ببساطة يكمن في نوعية المناهج التعليمية في بعض البلدان؛ لأنها مليئة بمفارخ الحقد والنقمة ومستنقعات الأكاذيب التاريخية، من خلال اجتزاء التاريخ هنا، وتزوير التاريخ هناك، ودسّ السم في العسل هنالك؛ لذا لابد من حوار مباشر صريح مع الدول التي تريد أن تبني علاقات دولية صحية ومتينة، أن يراجعوا مناهجهم التعليمية، والموضع بسيط أن أقول إننا أشقاء، فكيف لأولاد الأشقاء أن يحملوا كل هذا الحقد ما لم يكن هنالك مَن يغذيه...؟!

إنها المناهج يا سادة، حيث تُعدّ المناهج التعليمية أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على طريقة نشأة الإنسان، وتشكّل شخصيته وتوجّهاته وقناعاته، فالمناهج التي تشجّع على تعلّم القيم والأخلاق والتصرف بطريقة إيجابية تساعد في تكوين شخصية الإنسان، وتشكيل مواقفه وتصرّفاته في المستقبل، والمناهج التعليمية التي تعرّف الطلاب بالثقافات المختلفة والأديان والعادات والتقاليد تزيد الوعي الثقافي لدى الطلاب وتساعدهم على التفاعل مع المجتمع المحيط بهم، بطريقةٍ إيجابية، كما أن المناهج التعليمية التي تشجّع على التحليل والتفكير النقدي، وتعلم الطلاب كيفية التفكير بطريقة منطقية، وتحليل الأفكار بطريقة علمية تساعد على تكوين طلاب مفكّرين وأكثر وعيًا مما يساعدهم في التعبير عن أفكارهم بطريقة إيجابية ومبتكرة.

أما المناهج التعليمية التي ترسخ الفوقية والعدوانية، والنظرة الدونية للغير، فإنها ستنتج جيلًا من المشوّهين معرفيًّا وأخلاقيًّا نراهم يتسكعون في غياهب العالم الافتراضي للانتقاد لكل شاردة وواردة لا تتلاءم مع تربيتهم التعليمية المنحرفة، ببساطة يمكن للمناهج التعليمية أن تؤثر سلبًا على نشأة الإنسان في حالة عدم مواءمتها مع احتياجات الطلاب النفسية أو عدم تعزيز القيم الإيجابية والتفكير النقدي المبني على العمل والاجتهاد.

وأخيرًا يجب أن تكون المناهج التعليمية متوازنة وتأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطلاب وتعزز قيم الاحترام والتعاون والأخذ بنظر الاعتبار تطور المفاهيم وولادة تحديات جديدة ونظام عالمي جديد مبني على أساس متعدد الأقطاب يشكّل المسلمون والعرب بقيادة السعودية القطب الأوسط..

لمحة:

بقاء مناهج الكراهية يعني موافقة ضمنية على ما فيها، لا تعلّموا أولادكم حبّنا، ولا تعلّموهم كُرهنا أيضًا، ودعوهم يكتشفونا بلا عُقد.