شيخة العامودي تكتب:

يأتي الصيف محمّلًا بألوانه المبهجة، والتي بمجرد النظر إليها يُسَر البصر، ويتأثر الإحساس فيبعث في نفسك البهجة والانتعاش.

ألوان الصيف، كما أسمّيها، هي البرتقالي بدرجاته، والأخضر الفاتح بمشتقاته، والأصفر، والأزرق المبتعد عن الكحلي بكل مسمياته، والأحمر اللطيف بألوانه، والأبيض، والوردي الزاهي، والبيج، والبني الفاتح والترابي، أشعر بأنها علبة ألوان فصل الصيف لطيفة الطللة أنيقة مهما زاوجتها مع لون أو لونين تجدها مطواعة لا تشذ، وتعكس على الوجه إشراقة، وعلى الروح بهجة.

تجد المشروبات والأطعمة والفاكهة كلها تقتبس ألوان الصيف المبهجة وإن تخَيّرت لونًا غامقًا أذابته بين درجاتها، وخففت حِدَّته؛ لتحتفظ بذاك الانتعاش الذي التصق بسمعتها.

واجهات المحلات بمعروضاتها المتنوعة والصنادل «يكرم القارئ» المصنوعة من خامات خفيفة تتحلى غالبًا بتلك الألوان أيضًا صور الشواطئ والشراب المُنعِش المعروضة بجانب دعايات موسم الصيف تأخذ لمحة تلك الألوان فتجعلك تشتهي هذا الفصل، وإن كنتَ تتوجّس من درجات حرارته.

البعض لا يفهم معادلة هذا الفصل، وإن فهمها تلطفت درجاته بمقدار، فمثلًا الطعام يجب أن يكون غير دسم في فصل الصيف، ويجب الإكثار من شرب الماء والعصائر المنعشة كعصير الليمون الأخضر بالنعناع والأناناس والبرتقال بعصيره الذي اصطبغ بسمة لونه، ومن المفيد أن تتناول الفاكهة والخضار التي أنبتها الله بتقديره لتعينك على هذا الفصل فكل شيء عنده بمقدار كالجُحّ بحمرته والبطيخ بنواته المختلفة الألوان، وغيرها من نِعَم الله التي إن عددتها فلن أحصيها، الاستحمام ضروري وتخيُّر وقته فن، والنزهات وتخطيط أوقاتها مطلب، فبعد المغيب تبرد الأرض وما عليها، تخيُّر الأقطان لأقمشة الملابس وشراشف الأسرَّة بألوان زاهية من شأنه أن يلطف درجات الحرارة، فباعتقادي «النظر إن وقع على لون بارد أوعز للذهن فخفف من درجة إحساسه درجتين».

خالق الأكوان وسانن تقلبات الفصول إعجازه في هذا الفصل تلمحه العيون، فقد خلق لنا من مبهجات البصر ما يتناسب والفصل، وأنبت لنا من الأرض ما يُعين الجسد، فروى العطشان وعوّضه عن السوائل التي يفقدها، وأكرمنا بأجر على تحمّل مشقته، فسبحان الرحمن.

فصل الصيف مغنم إن تكافلت الأسر، ورشّدت في استهلاك الكهرباء، وتحمّلوا حدَّته باختيار أسلوب حياة يصلح لهذه الأيام شمل الملبس،

المشرب، الطعام والنزهات، ونبّهوا الصغار من خلاله لأجور خفية إن احتسبناها لله ثقل الميزان.

* لطفٌ سخي

اسقِ الطيور والقطط واتركها إذا ما اختارت مركبتك أو زوايا بيتك لتستظل بها.