مطلق العنزي يكتب:

كاتب سعودي شهير، أورد سلسلة قصصية عن «أمراء المؤمنين» الخلفاء الأمويين والعباسيين، لكنه بدلاً من تقديم تنوير حقيقي بصير لقرائه، قدَّم وصلة مؤسفة؛ إذ غطس في وحل الأقاصيص والحكايات المؤلفة خصيصًا لمجالس النميمة الشعوبية، وما تحفل به مجلدات كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، الذي لم يترك إساءة لم يكلْها للعرب ولبني أمية خاصة؛ لأنهم رمز الهوية العربية ومدّوها إلى آفاق الدنيا. وما ينقله المراهقون والطلاب في شبكة الإنترنت عن كتب الحكايات والأحاجي.

أورد الكاتب ما قال إنه «وثائقيات»، ومنها قصة خلاف بين القاضي محمد بن أبي ليلى والإمام أبي حنيفة النعمان في عهد عبدالملك بن مروان. لكن لم يكلف كاتب «الوثائقيات» نفسه أن يتحقق من الأهم في أي حكاية، وهو تواريخ ولادة أبطال المشهد. ولو فعل لتبيّن له أن عبدالملك بن مروان توفي وعمْر أبي حنيفة ست سنين، وعمر القاضي بن أبي ليلى عشر سنين.

المؤسف أنه من الطبيعي أن يتناقل الناس الحكايات، وتترسخ في أذهانهم معلوماتها مزورة، خاصة إذا أوردها وشهد بها كاتب شهير.

وهذه ظاهرة خطيرة، أن يغرف كاتب يحظى بمتابعة جمهور عريض، من الحكاوي والحجايا التي تمتلئ بها الكتب التاريخية المؤلفة لـ«الوناسة»، والكتب المليئة بالدس الشعوبي التاريخي المعادي للأمة العربية، بلا تبصر أو تدقيق، ليس هذا فحسب، بل يقدمها على أنها معلومات «وثائقية». وكان أولى به معرفة أن بعض كتب التاريخ مليئة بالقصص المختلقة المسيئة للعرب، واستنقاصهم وتصويرهم على أنهم رعاة إبل جهلة ووحوش وبلهاء. وهو وصف تترع به الآن مكائن الضرار المعادية للأمة في عصر الفضائيات والإنترنت.

وإذا كان كاتب شهير يغوص بهذه الوحول، لن يمكننا أن نلوم المراهقين والسذج والسطحيين حينما يوردون هذه الحكايات، ويغرقون بها شبكات التواصل الاجتماعي.

*وتر

وطن العُلى والشاهقات..

إذ يمم ثراك المكبرون المسبحون،

وتهوي إليك أفئدة عطشى

و«يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».

@malanzi3