الأم تعتقد أنها مجرد أم ولكنها العالم بأسره فهي كعامود الخيمة إذا وقع وقع البيت بأكمله.
إن ديننا أوصى بالأم وأهميتها في حياتنا وأكد على أهمية برها وطاعتها ورعايتها في جميع مراحل حياتها وفي كل الأوقات حيث ورد كثير من الأحاديث النبوية التي تحث على بر الأم وفضلها العظيم حيث جعل الله جزاء من يبر والدته الجنة وحينما أراد الله أن يصور رحمته بعباده ضرب لهم مثلا برحمة الأم وجعل رحمتها مقياسا ليقرب معنى رحمة الله بعباده فكان بر الأم أعظم من الجهاد كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
عن معاوية بن جاهمة السلمي قال: جاء جاهمة - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وجئتك أستشيرك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل لك من أم؟»، قال: نعم، قال: «فأكرمها فإن الجنة عند رجليها» وفي رواية: الزم رجلها فثم الجنة.
والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالأم ثلاثا حين جاءه رجل فقال له: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. وفي حديث قتيبة: من أحق بحسن صحابتي ولم يذكر الناس.
الأم هي كلمة من أربعة أحرف، ولكنها كلمة عظيمة جدا تتضمن هذه الأربع أحرف معاني كثيرة فهي الصديقة والمعلمة والقدوة والأب في بعض الأحيان.
هي كلمة صغيرة لكنها في الحقيقة كلمة كبيرة فهي كلمة مملوءة بالحب، والحنان، والتضحية، والصبر. وعندما أتحدث عن الصبر والأم فهناك رابط كبير جدا، فصبر الأم وما أدراك ما صبر الأم! فأنا لم أر مثل صبر أمي وقوة قلبها، ولو انهار العالم من حولنا لبقيت أمي صابرة وقوية.
أمي تعتقد أنها مجرد أم، ولكنها جوهرة لامعة مضيئة بين الناس.
إنك يا أمي مكاني الآمن فأنا أهرب إليك عندما تتزاحم أفكاري، أنا التي كلما شعرت بالخوف حملت قلبي المرتجف وركضت نحوك باحثة عن الأمان والسلام والطمأنينة بين أحضانك وبين كلماتك الحنونة ولمساتك التي تبعث الطمأنينة لقلبي، إنك يا أمي تثيرين الدفء في صدري وتنيرين الأرض ببسمتك فشرف لي إنك أمي وفخر لي بأن أناديك أمي.
أمي هي الوحيدة التي تشعر بحزني وهمي في أول بوحي وتستقبلني كما تستقبل الزهور حزن غيمة وحيدة في السماء ففي صغرى كنت دائما أتساءل كيف لأمي أن تعرف بكل حزني وهمي، ولكن عندما كبرت عرفت أنه إحساس الأم.
أمي هي الوحيدة التي تتقبلني كما أنا وتحب كل ما فيني حتى عيوبي فهي تحبها وأمي هي الوحيدة التي تراعي كلماتها معي وتختارها بدقة عالية جدا لأنها تخشى علي من أثر الكلمة وهي الوحيدة التي تسعد كثيرا لأصغر إنجازاتي وأمي هي الوحيدة التي لا تنتظر مني مقابلا أو تضحيات فهي تعطي دون مقابل.
فاللهم أسعد أمي أضعاف ما أسعدتني واللهم أطل عمرها وارزقني برها..
فإن خير الأمور وأعظمها أمي..