سعاد علي

لا يدرك الإنسان معنى الشيء قبل أن يجربه بذاته، ويختبره بنفسه، فلا التنبؤات ستخبره عن جوهره، ولا تجارب الغير ستوصله إلى لب محتواه، ولكل إنسان تجربته الخاصة التي تختلف حسب معطياته وظروفه، وهذه التجربة هي ما تجعلنا ما نحن عليه الآن.

التجربة هي العامل الأهم في بناء شخصية الفرد ومعاونته على حل الصعاب والخروج من الأزمات، وهي التي تخلق الحكمة، وغالبا ما تترك التجارب آثارها على الإنسان لكن الشخص القوي هو من يتعلم الدرس ويحول الفشل إلى نقطة وصول للهدف.

لكل شخص في هذه الحياة حرية تحديد التجربة التي يريد خوضها ولكن قد يخطئ البعض في فهم التجربة ويبدأ في الانحدار نحو تجارب تهلكه بدلا من أن تسمو به إلى القمة، فكما أن التجربة أول خطوات النجاح فقد تكون أول خطوات الهلاك، كتجربة أول سيجارة تكون هذه العملية في المقام الأول باعتبارها ممارسة للترويح عن النفس قد تجعل من الفرد شخصا مدخنا ويصعب عليه الإقلاع عنه، وتسبب له سرطان الرئة والنوبات القلبية وقد تسبب أيضا عيوبا خلقية، بل وقد تجر صاحبها إلى تجربة أشياء أسوأ تهلكه.

كل شيء في الحياة وله تجربة أولى إما أن ينجح الفرد فيها أو يخسرها لذا فلنحسن اختيار التجارب لأنها ما يجعل الفرد مختلفا عن الجميع.