عبدالله العزمان يكتب:

تقدم شخصان لمقابلة وظيفية، أحدهما طالب متفوق وحاصل على تقدير امتياز في تخصصه الجامعي، بينما الآخر حاصل على تقدير جيد جدا، فمن هو الشخص الأكفأ للحصول على الوظيفة من وجهة نظرنا؟

إن الأمر السائد بيننا، أن المتفوق هو الأحق بها؛ لكونه يتمتع بقدرات عقلية فائقة مكّنته من الحصول على درجات علمية عالية، ولكن الغريب في الأمر أن مَن حصل على الوظيفة، كان الشخص الثاني، ليس لكونه يحمل كرت واسطة كما نظن، وليس لأن التفوق ليس معيارًا، وإنما لكون الشخص الثاني يحمل من المهارات الشيء الكثير، ولكونه لم يعتمد فقط على تحصيله العلمي، بل اجتهد في اكتساب مهارات جديدة وعمل على تطوير نفسه بشكل أفضل.

فما الفرق بين المعرفة والمهارة؟

يعرف قاموس أكسفورد المعرفة، بأنها معلومات أو وعي مكتسب من خلال التعليم أو الخبرة، بينما يعرّف موقع هارفارد للأعمال المهارات بأنها القدرة على أداء المهام بإتقان في غضون فترة زمنية معينة وبتكلفة وجهد معقولين. وتمنح المهارات ميزة التفوق على النظراء؛ إذ تلعب دورا رئيسيا في نجاح الموظف.

وتنقسم المهارات إلى مهارات تخصصية، ومهارات متنقلة، ولكل منها تأثير كبير في حصول المرء على فرص وظيفية أكثر وأفضل، فالمهارات التخصصية هي القدرات المكتسبة والمعززة من خلال الممارسة والتكرار والتعليم المنهجي (هارفارد للأعمال)، ومنها على سبيل المثال، إجادة برامج الأكسل والبوربوينت والفوتوشوب والكتابة السريعة بالكمبيوتر.

أما المهارات المتنقلة، فهي السمات الشخصية للفرد، كمهارة التعامل مع الآخرين، وإدارة الوقت، والمرونة، وإدارة الفرق والعمل فيها، وحل المشكلات.

لذا، تجد، على سبيل المثال، أن الطبيب الذي يملك شهادة علمية دقيقة، قد لا يتمكن من النجاح في عمله، إذا افتقر إلى مهارة التعامل مع الآخرين، فقد يسبب له ذلك عزوف المرضى عن عيادته، أو عندما لا يملك مهارة إدارة فرق العمل أو حل المشكلات، فبذلك لا يستطيع أن يكون قادرًا على أن يكون مديرًا طبيًّا لمستشفى، على الرغم من شهادته العلمية المميَّزة.

إذن فلنهتم بتطوير مهاراتنا ومهارات أبنائنا وبناتنا، لنصنع لهم مستقبلا مشرقا وحافلا بالإنجازات.

قال أبو العتاهية:

كل له سعيه والسعي مختلف

وكل نفس لها في سعيها شاء

لكل داء دواء عند عالمه

من لم يكن عالما لم يدر ما الداء

الحمد لله يقضي ما يشاء ولا

يقضى عليه وما للخلق ما شاؤوا