عبدالعزيز الذكير يكتب:A_Althukair@

يسمع رجال الأمن الذين يراقبون المركبات العابرة هذه الأيام، في حملات مكافحة المخدرات، ثناء ومديحا، بل ودعاء لهم بالتوفيق من مستعملي الطريق، ذكورا وإناثا، فما أن يُطلّ الجندي بالمركبة حتى يجد المديح والتشجيع من شاغلي المركبة أو قائدها.

يخوض رجال الشرطة معركة كبرى لصالح الوطن ضد تجار ومروّجي ومتعاطي المخدرات، فضلا عن المجرمين وقُطّاع الطرق، وقدموا شهداء من رُتب مختلفة، ويواصلون الليل بالنهار.

في بلدان الغرب تتولّد الثقة وتسمو بين عامة الشعب وعناصر الأمن، فوجدنا رجل الدورية في الحيّ يعرف السكان ويحييهم بأسمائهم الأولى، ويتحدّث مع الأطفال بما يستميلهم، ويعرف منازل الحارة والقاطنين.

ذكرت تقارير ومذكرات أحد رجال الشرطة، بمن فيهم الشرطة السريّة وعناصر البحث الجنائي، قال إن كثيرا من استدلالاته في وسائل القبض على مجرمين عتاة وأذكياء تمت بواسطة معلومات عادية أتاحها أهالي الحيّ، كانت بعيدة عن أذهان رجال التحرّي.

من هذا نجد جمعيات أصدقاء الشرطة منتشرة في أغلب المدن الأوروبية، تُعقد فيها الاجتماعات الدورية، ويتلقى الأهالي توعية حديثة عن السلامة والاحتراز المنزلي، ويساهم المواطنون في مناسبات الشرطة الاجتماعية كالزواج والترقية والتقاعد.

ومن حركات الأهالى في بريطانيا طبع ملصقات تحمل عينا تُلصق على أبواب بيوت الحيّ الراغبين، لتقول للمارة والعابرين إن هذا البيت يخضع لرقابة الجيران، الذين تعهدوا بإعطاء المعلومة عن شكل المتوقف عند البيت، طوله، ملبسه ورقم المركبة ولونها، وذلك إذا شاهدوا سيارة غريبة تتجوّل في الحارة.

وتحاول العواصم العالمية السيطرة على الحراك اليومي لكل الناس، ولأسباب أغلبها أمنيّة.

وكشفت أرقام حديثة أن لندن لديها ثالث أكبر عدد من كاميرات المراقبة حول العالم، إذ تحتوي على أكثر من 627,700 كاميرا، أي بمعدل 67.5 كاميرا لكل ألف شخص.

يذكر أن العالم أجمع يحتوي على ما يقارب 770 مليون كاميرا مراقبة، في حين أن 54% منها تقع في الصين وحدها.

ومع ذلك فقصص وأخبار استدلالات الشرطة البريطانية لا تخلو من عبارة: هاوس –تو _هاوس انكوايري، أي: التحرّي الأهلي.