نذير الزاير

تحرص الجامعات في المملكة العربية السعودية على التوسع في التخصصات الأكاديمية التي يحتاجها سوق العمل، وتساعد طلابها وطالباتها في مرحلة ما بعد التخرج في الحصول على فرص وظيفية.

ومع الرؤية الوطنية (2030م)، والدعم اللا محدود من قبل مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان «حفظهما الله»، فقد تم فتح عدة تخصصات أكاديمية متنوعة حديثا في عدد من الجامعات المحلية، التي تحتاج لها بلادنا وتسهم في خدمة الوطن وتحقيق رؤيته. من بينها ما تم إنشاؤه حديثا (على سبيل المثال لا الحصر): علوم (المسرح والسينما، والموسيقى، والتصميم الجرافيكي، والنحت والخط) في كلية الفنون بجامعة الملك سعود. وتخصص (الأمن السيبراني) في جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل. وتخصص (السينما والمسرح) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

ومن البرامج الأكاديمية التي نطمح في التوسع في انتشارها وإنشائها في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، ويتم تضمينها في خطتها المستقبلية، وتأتي لمواكبة تطوير مختلف القطاعات العلمية والثقافية والفنية والترفيهية التي تتضمنها الرؤية الوطنية، ما يلي:

المقترح الأول: إنشاء تخصصات علوم البحار

البحار والمحيطات هي إحدى المصادر الهامة للموارد الطبيعية، التي تضم بين جنباتها مجموعة واسعة من المواطن الطبيعية التي لها أهمية كبيرة من الناحية: البيئة البحرية، الاقتصادية (السمك والروبيان، والمعادن المختلفة والنفط والغاز الطبيعي)، الترفيهية، إعداد متحف بحري، وإجراء بحوث علمية تهدف لكشف مناطق صيد جديدة وتطوير تكنولوجيا المصايد.

وعلوم البحار من العلوم التطبيقية التي تهتم بدراسة كل ما له لها علاقة بعالم البحار والمحيطات، والثروة السمكية، من منظورات ونواح علمية عدة، الناحية الفيزيائية، الكيميائية، والبيولوجية.

ولكون المملكة العربية السعودية تسعى دائما لمواكبة التطور العالمي في كافة أنواع العلوم، متفهمة لضرورة الاستثمار الاقتصادي الأمثل للثروات الطبيعية البحرية في الرقع المائية الممتدة على طول شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي للحصول على حاجتها من غذاء بروتيني ومعادن وماء عذب؛ فقد نالت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في المنطقة الغربية المطلة على ساحل البحر الأحمر، الريادة في إنشاء كلية علوم البحار، منذ عام (1395هـ) ك(قسم يدرس تخصص الأحياء البحرية) بكلية العلوم - يومئذ - ثم في عام (1398هـ) إلى (معهد علوم البحار) ثم إلى كلية تحت مسمى (كلية علوم البحار). ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم الحاضر تم تخريج عدد كبير من الكوادر الوطنية السعودية الذين تسلحوا بالعلم لخدمة بلادهم بمختلف الدرجات العلمية.

وقد زرتها في سنة (1429هـ) وتعرفت على أقسامها العلمية المتنوعة التي يدرس فيها التخصصات التالية: (الأحياء البحرية، الفيزياء البحرية، الجيولوجيا البحرية، الكيمياء البحرية).

إن أحد أهم العوامل التي تشجع جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام (في شرق المملكة) وتؤهلها لأن تنشأ فيها كلية لدراسة علوم البحار وتمنح درجات علمية على مستوى (البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه) في مسارات العلوم البحرية هو: مكانها الإستراتيجي على ساحل الخليج العربي الذي يعد أحد وأهم مصادر الطاقة والثروة البحرية والسمكية والمعدنية والنفطية، إضافة إلى أن فتح هذا المسار العلمي البحري في أكثر من جامعة محلية لا سيما في شرق المملكة، يساهم في تأهيل وفرة من الكفاءات الوطنية في هذا المسار العلمي وخدمة القطاعات.

المقترح الثاني: إنشاء تخصصات الفنون

​يمكن فتح تخصصات متنوعة في علوم الفنون، مثل: المسرح، التصميم الجرافيكي، والمنسوجات، والأزياء، وتصميم المجوهرات، كتابة السيناريو، والإخراج والإنتاج الدرامي، والإدارة المسرحية، وعلوم الطباعة والرسم والنحت والخط العربي. وتكون على مستوى درجات متعددة: البكالوريوس، الدبلوم العالي، الماجستير، الدكتوراه.

ختاما، ، هذه بعض من التخصصات الهامة والمفيدة (علوم البحار، والفنون) التي تقدم بيانها من شأنها أن تسهم في إضافة نوعية في التخصصات العلمية في الجامعة، وترفع أعداد المقبولين فيها، وتضخ مؤهلات علمية مفيدة يحتاجها سوق العمل وتخدم الوطن، وستساعد في خلق مسارات علمية وعملية للبحار والثقافة والفنون في المملكة، لضمان بيئة تعليمية حاضنة للمواهب الوطنية المبدعة، في ظل ندرة في وجود برامج مماثلة تقدمها الجامعات الأخرى لمرحلة (البكالوريوس، الدبلوم العالي، الماجستير، الدكتوراه).

وكون فتح أي تخصص أكاديمي يعتمد على الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوق العمل والمجتمع. عليه نأمل أن يتم النظر فيها، ودراسة إمكانية إنشائها في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، وتضمينها في خطتها المستقبلية. والله الموفق،،

Zayer1439@gmail.com